قال تقرير روسي إن المغرب يُعتبر ثالث شريك تجاري لروسيا في القارة الإفريقية، وأن المعاملات التجارية بين البلدين تعرف وتيرة تصاعدية، مشيرا إلى أن العقوبات الاقتصادية الغربية فرضت على موسكو البحث عن منافذ تجارية واقتصادية جديدة لتقليص تأثير تلك العقوبات.
ونشر موقع “Russia Briefing” التقرير المذكور، حيث أبرزت فيه الأهمية التي يحظى بها المغرب من الناحية الاقتصادية والتجارية لروسيا حاليا، بالنظر إلى العديد من العوامل، أبرزها العامل الجغرافي الهام للمملكة المغربية وما تتوفر عليه من موانئ كبيرة في مواقع جيدة، إضافة إلى الروابط التجارية التي تجمع المغرب بالعديد من البلدان الأخرى.
ووفق نفس المصدر، فإن العلاقات التجارية بين موسكو والرباط، عرفت في السنوات الأخيرة ارتفاعا هاما، حيث بلغت 6,7 مليار دولار في القطاع الفلاحي لوحده في السنة الماضية، وتدل كل المؤشرات على أن العلاقات التجارية تسير بوتيرة تصاعدية، خاصة بعدما أعربت روسيا مؤخرا عن رغبتها في انشاء اتفاقيات تجارية حرة مع عدد من بلدان شمال إفريقيا، من بينها المملكة المغربية.
وفي نفس السياق، أشار التقرير إلى أن المغرب أصبح وجهة سياحية للروس الذين بدأوا يفضلون وجهات أخرى بدل الدول الغربية التي توجد في حالة تُشبه الحرب ضد موسكو، مضيفا في نفس السياق، أن المستثمرين الروس بدورهم يمكن أن يتوجهوا إلى المغرب لإطلاق مشاريعهم الاستثمارية.
وأوضح التقرير في هذا الصدد، أن من بين العراقيل التي تقف في وجه المعاملات التجارية بين روسيا والمغرب، وخاصة الصادرات الروسية نحو المملكة المغربية، هو ارتفاع سعر الضرائب الجمركية، وبالتالي فإن هذا دافع للمستثمرين الروس لإطلاق استثمارات ومشاريع مشتركة داخل المغرب لتجاوز مشكل الضرائب الجمركية.
كما أن الاستثمارات الروسية في المغرب، ستستفيد، وفق نفس التقرير، من الروابط التجارية التي تربط بين المملكة المغربية والبلدان الأخرى، حيث يرتبط المغرب مع أكثر من 60 بلدا، باتفاقيات التبادل التجاري الحر، كالولايات المتحدة الأمريكية، وبلدان إفريقيا والبلدان العربية، وهو عامل مهم يُغري المستثمرين.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان قد تحدث مؤخرا خلال قمة روسيا إفريقيا، عن عزم موسكو لإطلاق مبادرة لتوقيع اتفاقيات تجارية حرة مع بلدان شمال إفريقيا، من بينها المغرب، من أجل اعطاء دفعة قوية للعلاقات التجارية بين روسيا وهذه البلدان.
وتدخل هذه المساعي الروسية في إطار محاولاتها لإيجاد بدائل جديدة للدول الغربية في المعاملات التجارية، خاصة أن الدول الغربية فرضت عقوبات اقتصادية عديدة على روسيا كعقاب لها على اجتياحها لأوكرانيا.
محمد سعيد أرباط :
07/09/2023