في وقت أعلنت فيه إسبانيا، الأحد، إرسال فريق من 56 مسعفا إلى المغرب لدعم الجهود في عمليات البحث والإنقاذ بعد الزلزال، الذي أودى بأكثر من ألفي شخص، في إشارة إلى قبول ضمني من السلطات المغربية لعرض مدريد، بينما أكدت فرنسا استعدادها للمساعدة متى رأت الرباط ذلك ضروريا.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريح له خلال المؤتمر الصحفي المنظم على هامش ختام أعمال مجموعة قمة مجموعة العشرين بنودلهي، إن فرنسا مستعدة للتدخل وتقديم يد المساعدة في زلزال المغرب “عندما تقرر السلطات المغربية ذلك “ ، لكن الرباط لم ترد على مبادرة ماكرون ، وحتى على المبادرة الباردة للجزائر ، التي إدعت أنها عرضت ارسال فريق إنقاذ .
الرئيس الفرنسي، اعتبر أن بلاده مستعدة “للتدخل” لمساعدة المغرب، مضيفا أنه تم حشد “كافة الفرق التقنية والأمنية لتكون قادرة على التدخل عندما يقرر المغرب ذلك”، ثم حدد أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي التزموا بجانب فرنسا “بدعم المغرب والشعب المغربي ماديا لإعادة الإعمار”.
وتمر العلاقات الفرنسية بأزمة صامتة منذ شهور، في غياب تام لأي لقاءات رسمية بين البلد تذيب جليد الخلاف السياسي الذي اتسعت هوته بين باريس والرباط، جراء إقدام فرنسا على تقليص عدد التأسيرات الممنوحة للمغاربة، وسحب المملكة سفيرها من باريس.
في المقابل العلاقات المغربية الإسبانية تمر منذ فترة بدفء وتقارب توّج بإعلان مدريد دعمها لمقترح الرباط بخصوص الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وبعد الحصول على الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء ودعم الولايات المتحدة الأميركية الصريح لحل ضمن السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية، دفع المغرب إلى مطالبة شركائه بمواقف أكثر تقدما بما يتلاءم مع الوضعية الجديدة ويتناسب وطبيعة المصالح المشتركة والموقف المنتظر.
وكان واضحا في الخطاب الدبلوماسي المغربي حدوث تغير في المفردات المستعملة والحدة في الموقف من حالة السكون الذي ظلت عليه مواقفها على الرغم من التغيرات الحاصلة في قضية إشكالية بالنسبة للمغرب، إذ طالب أكثر من مرة بضرورة الخروج من وضعية “المنزلة بين المنزلتين” أو مغادرة المنطقة الرمادية، وظل ذلك هو الخيط الناظم لتصريحات وزير الخارجية المغربي في سجاله المستمر.
10/09/2023