اعتبرت مجلة “باري ماتش” الفرنسية أن الدعم الأكثر فعالية الذي يمكن للفرنسيين حاليا أن يقدموه للمغرب بعد الزلزال، هو التوافد على مدنها، وتحديدا مراكش ونواحيها، وعدم إلغاء حجزاتهم للعطلة، وذلك حتى لا يتضرر القطاع السياحي الذي لا زال يعاني أصلا من تبعات جائحة “كوفيد 19″، مطمئنة السياح إلى أن الأمور مستقرة ولا يوجد ما يستدعي الخوف.
ونشرت المجلة تقريرا بعنوان “المساعدات الأكثر فعالية لمراكش، تعال، زر، اشترِ…”، مبرزة أم العاملين في مجال السياحة يشعرون بالقلق حاليا من تداعيات الزلزال على القطاع الذي تضرر بالفعل بسبب كوفيد، موردة أن وقف السفر إلى المغرب يمثل “عقوبة مزدوجة”، وهو ما دفع شخصيات معروفة إلى تشجيع الفرنسيين على عدم التراجع عن خططهم للسفر إلى مراكش، ومنهم الكوميدي جمال الدبوز.
وقال المذيع التلفزيون الفرنسي-المغربي الشهير، آرتور، مخاطبا الفرنسيين “لا تلغوا عطلتكم، سيكون من الجيد للناس أن يستمروا في هذه العلاقة التي تربطنا بالمغرب وأن يحافظوا عليها، لا يجب أن تتسبب هذه المأساة في منع استمرار الحياة، إذا كنت تخطط للذهاب في إجازة فافعل ذلك”.
وحسب “باري ماتش” فإن التراجع عن زيارة المغرب سيضيف أزمة أخرى للسكان، لأن المنطقة تعيش على السياحة، وفي النصف الأول من سنة 2023 زار المملكة 6,5 ملايين شخص، منهم 4,3 ملايين ذهبوا إلى مراكش، مشيرة إلى أن المكتب الوطني المغربي للسياحة طمأن بالفعل شركاءه الدوليين، في بيان صدر أول أمس الأربعاء، إلى استقرار الوضع بالمملكة بعد الزلزال.
وقال المكتب إن الوضع في مراكش تحت السيطرة وعاد إلى طبيعته، وقامت السلطات بتحديد المباني القليلة التي تعرضت لأضرار، أما المؤسسات السياحية والفندقية فهي في أمان على اعتبار أن بناياتها متوافقة مع المعايير الزلزالية، بالإضافة إلى أن الفضاءات العمومية والمطاعم والمحلات التجارية والأماكن الثقافية والمتاحف مفتوحة في كل أنحاء البلاد.
ونقلت المجلة عن كارولين بوشي، نائبة المدير العام لمنتجع السعيدي بمراكش، أن السلطات المغربية صارمة جدا في حالات الكوارث، كما كان عليه الحار في فترة الجائحة، موردة أنه تم فحص أنابيب الغاز والمصاعد من قبل خبراء، بالإضافة إلى أن مدينة مراكش تبعد بحوالي 150 كيلومترا عن بؤرة الهزة الأرضية، والمطار أيضا لم يتأثر ولا تزال الرحلات الجوية مستمرة.
وأوضح التقرير أن مراكش ستستضيف اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في أكتوبر، كما أن المهرجانات والتظاهرات التي توقفت حدادا على الزلزال من المقرر أن تُنظم لاحقا، مبرزة أن العديد من الأسر في الأماكن المتضررة ترتبط في معيشها بالسياحة، مبرزة أن معظم المداخيل التي تعول عليها الأسر في المنطقة تأتي من النشاط السياحي.
كواليس الريف: متابعة
15/09/2023