أعلنت الجزائر عن افتتاح أولى الفروع البنكية التابعة لها في قارة إفريقيا، حيث تم افتتاح بنك الاتحاد الجزائري في العاصمة الموريتانية نواكشط، الأربعاء الماضي، برأسمال وصل إلى 50 مليون دولار أمريكي، وافتتاح فرع ثاني يحمل اسم البنك الجزائري-السنغالي، في العاصمة السنغالية، برأسمال 100 مليون دولار.
وحسب الصحافة الجزائرية، فإن افتتاح الفرعيين المصرفيين التابعين للجزائر في كل من موريتانيا والسنغال، يُعطي الانطلاقة الرسمية لما أسمته بـ”التوغل الجزائري” في القطاع البنكي في القارة السمراء، وفي نفس الوقت ستُمكن هذه الخطوة من زيادة الاستثمارات الجزائرية في الدول الإفريقية، خاصة أن العديد من المستثمرين الجزائريين كانوا يشتكون من غياب الدعم المالي البنكي.
وبالرغم من أن هذه الخطوة، وفق العديد من الخبراء الماليين، جاءت متأخرة من طرف الجزائر مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى، وعلى رأسها المغرب، الذي يُعتبر رائدا على الصعيد الإفريقي في القطاع البنك داخل القارة، إلا أنها تفتح المجال للجزائر للسير على خطى الرباط خلال السنوات المقبلة.
وفي الوقت الذي دشنت الجزائر تواجدها البنكي في إفريقيا ببنكين في موريتانيا والسنغال، فإن المغرب يتواجد في اكثر من 20 بلدا إفريقيا، حيث تُعتبر المملكة المغربية، هي أكثر البلدان الإفريقية استثمارا في القطاع المصرفي في القارة الإفريقية، وتتواجد في موريتانيا والسنغال على نطاق واسع.
ويلعب الدافع في مزاحمة المغرب وملاحقته في كافة القطاعات التي يتواجد فيها في إفريقيا، عاملا مهما في السياسة البنكية الجديدة للجزائر، ولا سيما أن الجزائر أدركت في السنوات الأخيرة، التأثير الاقتصادي للمغرب في إفريقيا على القرارات السياسية والعلاقات الثنائية بينها وبين العواصم الإفريقية.
كما تلعب الرغبة في تنويع مصادر الاقتصاد عاملا أخر يدفع الجزائر إلى البحث عن قطاعات جديدة للاستثمار، بدل الاعتماد بشكل كلي على قطاعي النفط والغاز، خاصة أن هاتين القطاعين يبقيان عرضة للتحولات والتقلبات الدولية، وهو ما يُهدد بين الحين والأخر الاستقرار الاقتصادي داخل البلاد.
وتلعب البنوك دورا مهما في زيادة وتيرة الاستثمارات تسهيلها، وبالتالي يُتوقع أن يؤدي افتتاح البنكين الجزائريين في موريتانيا والسنغال في زيادة الاستثمارات الجزائرية في هاذين البلدين، على غرار ما نجحت فيه المملكة المغربية في عدد من البلدان الإفريقية.
23/09/2023