استنفر التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جبهة البوليساريو الانفصالية، ودفعها إلى مراسلة هذا الأخير بنبرة “تهديد”، تندد من خلاله بمضامين تقرير غوتيريش الذي اعتبرته مجانب لما تعتقده هي “الواقع والصواب”، سيّما الشق المرتبط بوقف إطلاق النار، الذي حمل تأكيدات إيجابية بكون المغرب “لا يزال ملتزما ومتشبثا بالاتفاق” خلافا لما تدّعيه الجبهة.
وبنبرة لا تخلو من التحدي والتهديد، بعث زعيم الجبهة الانفصالية، إبراهيم غالي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال إنها تضمّنت موقف ما أسماه “الطرف الصحراوي” بشأن عدة عناصر واردة في تقريره الأخير عن الحالة فيما يتعلق بالصحراء، مؤكدا أنه سيُواصل “استخدام جميع الوسائل المشروعة للمقاومة والدفاع عن الحقوق المقدسة لمن وصفهم بـ”الشعب الصحراوي”.
واتهم غالي، الأمانة العامة للأمم المتحدة بتعمّد “الصمت، والإحجام غير المبرر عن الجهر بالحقيقة ومحاسبة المغرب على عواقب خرقه ونسفه لوقف إطلاق النار لعام 1991 في 13 نوفمبر 2021″. في إشارة للتدخل الميداني للقوات المسلحة الملكية في منطقة الكركارات، الذي أنهى في بضع ساعات “احتلال” عناصر جبهة “البوليساريو” للطريق البري الوحيد الرابط بين المغرب وموريتانيا، وبالتالي كل دول إفريقيا جنوب الصحراء.
واعتبر زعيم الجبهة الانفصالية، في رسالته الموجّهة إلى الأمم المتحدة، أنه “ليس هناك أي شك” في أن المغرب “قد انتهك ونسف مع الإفلات التام من العقاب وقف إطلاق النار لعام 1991 والاتفاقات العسكرية ذات الصلة” وهو ما تسبب بحسب غالي في “انهيار وقف إطلاق النار كما أقر بذلك مجلس الأمن في قراره 2602 (2021، الفقرة 14 من الديباجة)، من بين أمور أخرى” تقول الرسالة.
وتفاعل غالي، مع النقطة التي أوردها تقرير غوتيريش، بشأن “القيود التي تفرضها جبهة البوليساريو على حرية التنقل، والتي منعت بعثة المينورسو من الحفاظ على سلسلة إمداد مواقع فرقها شرق الجدار الرملي، وعرقلة مهامهم”، مشدّدا على أن المغرب هو السبب ووحده من يتحمّل المسؤولية.
وأوضح غالي، في رسالته أن” المغرب هو الطرف الوحيد المسؤول عن العواقب المتعددة الناجمة عن انتهاكها المستمر لوجود وعمل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء (المينورسو) في الإقليم، بما في ذلك التحديات الكبيرة التي تواجه عمليات البعثة، ولا سيما جهودها اللوجستية وإعادة الإمداد”.
كواليس الريف: متابعة
23/10/2023