kawalisrif@hotmail.com

إسبانيا غير مرتاحة من تطور الترسانة العسكرية المغربية

تُراقب مدريد بعين عدم الرضا والحذر ارتفاع وتيرة اهتمام المغرب بقدراته الدفاعية والعسكرية وتطوير عتاده، تزامنا مع إبرامه اتفاقات عديدة لإنشاء صناعات عسكرية مع شريكيه الرئيسيين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وذلك، في خضم سباق التسلح مع الجزائر، التي رفعت بدورها استثماراتها العسكرية، الأمر الذي دفع قيادات عسكرية إسبانية إلى التعبير علنا عن قلقها على ما وصفته بـ”السلامة الإقليمية”.

وشرع المغرب في رفع الميزانية المخصصة لإدارة الدفاع الوطني، لأول مرة في تاريخ البلاد في إطار قانون المالية 2022، لتلامس 50 مليار درهم، بعد أن كانت مُحددة في 47،4 مليار درهم قبل ذلك، فيما عادت إلى الارتفاع مرة أخرى ببلوغها مستوى قياسي قارب 120 مليار درهم، أي بزيادة بلغت 5 مليارت درهم في قانون المالية الخاص بسنة 2023، مع إبداء المغرب ولأول مرة أيضا، رغبته في تخصيص أموال لفائدة الصناعات الدفاعية، إلى جانب اقتناء الأسلحة من الدول الأخرى.

أما بالنسبة للسنة المقبلة 2024، فقد رفع المغرب من جديد ميزانية دفاعه لتصل في مشروع قانون مالية 2024 إلى 124 مليار درهم، ستخصص لاقتناء وإصلاح معدات القوات المسلحة الملكية، ودعم وتطوير صناعة الدفاع بزيادة قياسية جديدة تفوق 4 مليارات درهم، ما بعث إشارات عدم ارتياح لدى الجار الشمالي، خصوصا وأن الأوساط الإسبانية تنظر إلى المغرب كقوة إقليمية، وحدودها مع الجزائر هي إحدى النقاط الساخنة في البانوراما الجيو-استراتيجية في الوقت الحالي.

ويعني هذا، أنه في سياق يتسم بتصاعد التوتر مع الجزائر، زاد المغرب بنسبة 4,1 في المائة من البند المخصص “لاقتناء وصيانة المعدات للقوات المسلحة ودعم تطوير الصناعة الدفاعية”، لتصل إلى 124.776 مليون درهم، أي حوالي 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، فيما خصصت إسبانيا 1.09 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري خلال عام 2022، وتعهد رئيس الحكومة بيدرو سانشيز أمام حلف شمال الأطلسي برفع هذه النسبة إلى 2 في المائة قبل عام 2029.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “لافانكوارديا” الإسبانية، عن مصادرها من القيادة العسكرية، تخوفهم من سباق التسلح المغربي الجزائري، مشيرة إلى أن إسبانيا تراقب بحذر شديد إعادة التسلح العسكري الذي ينغمس فيه المغرب بتكنولوجيا متقدمة للغاية بفضل دعم الولايات المتحدة وإسرائيل، وتخصيص الرباط 9 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي العام المقبل.

من جهة ثانية، ذكرت المصادر العسكرية الإسبانية، أنها تنظر بعين عدم اليقين بشأن مستويات العداء التي قد يصل إليه الصراع بين الرباط والجزائر، منبّهة في الإطار ذاته، إلى أن تسلح المغرب قد يعني – ليس على المدى القصير أو المتوسط – “تحديا للسلامة الإقليمية لإسبانيا”.

وعلى الرغم من المعطيات السالفة الذكر، أشارت المصادر العسكرية الإسبانية، إلى أنه لا تزال القوة العسكرية لإسبانيا اليوم متفوقة على قوة المغرب، لكن الهامش سيضيق في السنوات المقبلة، إذ حدد المغرب عام 2030 موعدا للتحول إلى قوة عسكرية، وقد اختار تحديث أسطوله من الطائرات المقاتلة من طراز F-16، بالإضافة إلى الحصول على صواريخ موجهة من طراز AGM154C، بمدى مستهدف يصل إلى 130 كيلومترًا. كما اقتنى أنظمة إطلاق صواريخ هيمارس وأكثر من مائة صاروخ أرض-أرض يصل مداها إلى 305 كيلومترات، كل هذا من خلال تنويع مصادره، سواء من الولايات المتحدة أو الصين أو المملكة المتحدة أو تركيا، وإسرائيل، التي أصبحت الآن أحد الشركاء المفضلين للرباط، وتساعده في إعادة التسلح بتكنولوجيا متقدمة للغاية

واعتبرت المصادر ذاتها، أن شراكة الرباط وتل أبيب في المجال الاستراتيجي والعسكري، تُبقي المجال الدبلوماسي في إسبانيا في حالة تأهب أيضًا، خاصة وأن القوات المسلحة الملكية المغربية، ستتسلم، قريبا شحنة من طائرات بدون طيار SPY-X، المصنعة من قبل الشركة الإسرائيلية Bluebird Aero Systems، والتي تسمى بطائرات الكاميكازي بدون طيار، والتي تصفها مصادر في قطاع الأسلحة بأنها “واحدة من أحدث جواهر الصناعة”، بالإضافة إلى ذلك، ستفتتح شركة Elbit Systems، أكبر شركة إسرائيلية لتصنيع أنظمة الدفاع، مصنعين في المغرب، كما أُعلن في يونيو الماضي، عقب اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه.

ويُحَدد التحدي العسكري الكبير الذي يواجهه المغرب جغرافيا على مستوى الصحراء المغربية، وفق القادة العسكريين الإسبان، الذي عبّروا عن قلقهم الشديد من حدوث مواجهات عسكرية في المنطقة الحدودية، مذكّرين بتقرير لمعهد الأمن والثقافة – وهو مركز أبحاث متخصص في الدفاع – قال إنه “يجب ألا ننسى أن جزءا من العقلية المغربية والثقافة الاستراتيجية يحلم باتباع أجندة التوسع الإقليمي بما يتماشى مع المفهوم القديم المغرب الكبير، ومن بين الآثار الأخرى، أن ذلك يعني السيطرة على سبتة ومليلية”.

ومقابل حالة “التوتر” و”القلق” إزاء تسلّح المغرب ورفعه لميزانيته العسكرية، التي عبّر عنه القادة العسكريون الإسبان، نقلت “لافانكوراديا” عن مصادرها الوزارية، أن التغيير الذي أجرته حكومة بيدرو سانشيز في مارس 2022 فيما يتعلق بالموقف من ملف الصحراء، جعل العلاقات الدبلوماسية مع الرباط مستقرة وحال دون دخولها في سجالات كبيرة، موردة أنه “لا تزال الرباط، شريكا موثوقا به، وتحتاج إسبانيا إلى علاقات جيدة معه”.

متابعة :

03/12/2023

مقالات ذات الصلة

6 ديسمبر 2024

قبل موعد التصويت … انتخاب عبد الجبار الراشدي رئيسا للمؤتمر الوطني لحزب الاستقلال بات شبه مؤكد

6 ديسمبر 2024

بسبب سوء التنظيم … عامل الدريوش يغادر معرض غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق غاضبا

6 ديسمبر 2024

أوزين يحل بالحسيمة لرأب الصدع الذي أحدثه الأعرج المنسق الاقليمي لحزب الحركة الشعبية

6 ديسمبر 2024

“جحافل المتسولين” تثير استياء ساكنة الحسيمة و مطالب للعامل بالتدخل

6 ديسمبر 2024

العلاقات بين طهران والرباط !!

6 ديسمبر 2024

وهبي الذي يقاضي حرية التعبير : المغرب إختار اعتماد آلية العدالة الانتقالية لتحقيق تسوية عادلة لماضي انتهاكات حقوق الانسان

6 ديسمبر 2024

إحتجاجات من طرف أعضاء الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا على دعم بريتوريا للبوليساريو

6 ديسمبر 2024

مصداقية العدالة على المحك … رئيس جماعة بني شيكر بالناظور الهارب ، يسلم نفسه للضابطة القضائية

6 ديسمبر 2024

المهندسون المعماريون بالناظور غاضبون من بتر تقرير لجنة اليقظة الذي أرسله عامل الإقليم

6 ديسمبر 2024

تبون ورئيس جنوب إفريقيا يخصصان لقائهما لملف الصحراء المغربية دون غيره

6 ديسمبر 2024

رغم سخط المغاربة على قيادته للحكومة … الأحرار يكتسح انتخابات جزئية بجهة فاس

6 ديسمبر 2024

عزل ستة نواب لرئيس جماعة سلوان يدخل مرحلة الحسم القضائي

6 ديسمبر 2024

شبكة “البارون الصحراوي” الوجدي تُدان بـ58 عامًا من السجن بعد محاولات للهروب والتخفي

6 ديسمبر 2024

مصرع خمسة إسرائيليين من طائفة بريسلاف الحسيدية المتشددة في حادث سير قرب ورزازات

6 ديسمبر 2024

إلغاء العقوبات السجنية في قانون الإضراب.. خطوة نحو توازن قانوني أوسع