يفاجأ الداخل من الجهة الجنوبية لمدينة وجدة ، قادما من بوعرفة أو جرادة بمنشأة تثير الإنتباه و الفضول، خصوصا أنها على شكل قصر من قصور الدولة العلوية مترامية الأطراف، قبالة مركز الاستشفائي للانكولوجيا و قيادة سيدي موسى لمهاية، وتعود ملكيتها لبعيوي رئيس جهة الشرق .
الغريب هو أن مالكها ( بعيوي) أمعن في هندستها بالتشبه و تكوين نسخة للقصور الملكية المغربية، وأكثر من ذلك التطاول على الملك العمومي للدولة بإضافة رصيفها و إغلاقه من الجوانب لحضيرة الضيعة ، ووضع أسلاك شوكية وكاميرات مراقبة ومختلفة عدة ، وعلامات ممنوع الوقوف أوالتوقف ، وممنوع “كلاكسون” ، وتوجد بها أبراج للمراقبة كالثكنات العسكرية ، مستعرضا بذلك ( بعيوي ) فرعونيته لم يسبق لأهل المنطقة أن اتصفوا احتراما لقدسية و خصوصية دار المخزن ( أنظر الفيديو والصور ) .
فكل الإدارات ضمنها مديرية التجهيز ، والسلطات بالجهة ، تهاب صاحب هذا القصر ، والذي يصف و يسمي نفسه “ملك الشرق”، خصوصا أن هذا الأخير سبق و أن أعلن خلال عرس بقاعة دار النسيم شهر غشت المنصرم ، أنه وأخوانه يعدون ملك و أمراء الشرق ، لما أثار حفيظته أحد الحاضرين لكي لا يدوي على الأوراق النقدية كان يرميها على بساط القاعة للمغنيين عبارة عن تبريحات “يعيش ملك الشرق” ، ويدوس على الأوراق النقدية دون مراعات حرمة صورة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قائلا و بصوت عال لأحد أبنائه “لا تركع للأرض لجمع الأموال فأنا والدك تركت لك باش تشري المغرب كاملا” ، وهذا أسلوب مافيوزي أرعن .
وفي نفس السياق ، فالداخل لمقر مجلس جهة الشرق كذلك ، وخاصة مكتب رئيس الجهة بعيوي لن تتفاجأ بوجود بروتوكول القصر الملكي ، من حراسة مشددة للمرفق العام و الانتقائية في الولوج للإدارة ، مع المراقبة والمرافقة اللسيقة إلى غاية وصولك لمكتب الرئيس لتجد في انتظارك مجموعة من الاشخاص ( لا تربطهم بالمؤسسة أي علاقة عمل و يجهل تواجدهم بها ) ، يقتمصون دور الحاجب الملكي و الكتابة الخاصة ليتسلموك من أجل إدخالك للرئيس ليفتح الباب وتنبعث منه روائح وبخور العود الملكي ، و تجد نفسك في وسط مكتب الرئيس جالسا على كرسي يبعد عنك بعدة أمتار، ويتحدث باسعلاء ( رغم أميته ) ، وما يدهش أكثر هو أن يأتي شخص من ديوانه ليسلمه النظارات أو كأس ماء لغاية تبليغه رسالة للجالس أمامه، وهي “أنا الحاكم هنا و أنا ملك الشرق و لا أحد فوقي” ، و نفس ما يروجونه أتباعه في الأوساط.
فلم نشهد هذه الفرعونية ، وهذا الإجتراء حتى في مكتب رجل المخزن الأول في عهد الحسن الثاني “إدريس البصري” في زمنه ، فبالأحرى أن يسمح و يعاين به في حضرة أمير المؤمنين محمد السادس ، الذي لم يخص به حتى نفسه تواضعا و اجلالا لشعبه و ضيوفه.
كواليس الريف: متابعة
04/12/2023