علمت جريدة “كواليس الريف” من مصادر مسؤولة ، أن وزارة الإقتصاد والمالية رفضت قبل أيام ، منح أي دعم مالي ، أو تخصيص ميزانية لوكالة مارتشيكا بالناظور، جاء ذلك خلال إجتماع مع المديرة العامة الجديدة لذات الوكالة لبنى بوطالب، التي تم تعيينها قبل أسابيع قليلة ، بوزيرة الإقتصاد والمالية ، في محاولة منها لإقناعها بتخصيص دعم مالي مستعجل لصندوق الوكالة ، التي تعاني من عجز كبير ، جراء سياسة المدير العام السابق لمارتشيكا ، سعيد زارو ، الذي تمت إقالته ، بعد إغراقه لمشاريع الوكالة في أوحال الفساد ، والتي لم ينجز منها الكثير .
وخلال إجتماع الوزيرة ، مع بوطالب ، ألحت على الأخيرة ، بضرورة إيجاد حلول تمويل المشاريع والتسيير والإنفاق من داخل الوكالة ، واقترحت عليها ، بإستغلال أموال وعقارات ، ذراع الوكالة التجاري ، المتمثل في شركة مارتشيكا ميد ، التابعة للوكالة ، من خلال بيع أراضيها وعقاراتها بمنطقة “أطلايون” للمستثمرين ، لتحصيل الموارد المالية اللازمة ، لتنفيذ المشاريع المعطلة وإنجاز أخرى ، وكذلك إستغلال الأموال الضخمة التي تحوزها حسابات شركة “مارتشيكا ميد” ، لتغطية إحتياجات ونفقات الوكالة .
يأتي هذا ، بعد أشهر قليلة من التقرير الذي أنجزته مفتشية وزارة المالية تحت إشراف خاص من وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح علوي ، والتي تفحصت عدة أوراش ومشاريع وميزانية وكالة مارتشيكا بالناظور منذ نشأتها ، ولمدة فاقت السنة كسابقة تاريخية بالمغرب .
وقد أنجزت مفتشية المالية تقريرا ضخما تجاوزت صفحاته 2500 صفحة ، حسب إفادة من مصدر مسؤول بذات الوزارة خص به جريدة “كواليس الريف” ، وذلك عن الفساد المستشري بوكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا بالناظور، يتضمن خروقات خطيرة وصفقات غير قانونية ، وتزوير وفساد مالي وإداري .
كما تضمن التقرير الأسود الذي أنجزته المفتشية التابعة لوزارة المالية حيزا عن الموظفين الاشباح بهذه الوكالة الذين يتقاضون أجور تفوق 4 ملايين سنتيم شهريا ، مع مكافآة سنوية ضخمة ، وعلى رأسهم مدير مركز التخطيط والبيئة المسمى أسامة مالك الذي يتقاضى الملايين دون أداء أي مهام، كما هو الشأن للمسمى لوكيلي ياسين ، وهو قريب مدير الوكالة السابق سعيد زارو ، الذي عينه مسؤولا على مرآب الطيور ، الذي صرفت عنه الملايير والذي يجهل مصيره لحد الآن ، في حين لم يسبق للموظف الشبح لوكيلي “قريب زارو” ، أن وطأت قدماه ذات المرآب !!.
وتضمن التقرير أيضا عدة أسماء أخرى، ضمنها المسماة صباح الطيبي وهي زوجة أستاذ جامعي سابق يدعى الشامي محمد، وهي مسؤولة على القطاع الرياضي، على الورق ، ومنذ تعيينها بوساطة ، تتقاضى راتب شهري ضخم .
كما كشف تقرير المالية عن خروقات أخرى خطيرة عجل برحيل سعيد زارو ، في إنتظار أن يشمل مسؤولين آخرين بالوكالة ، ومحاسبتهم ، في ظل سياسة التطهير التي تقودها وزارة المالية لإجتثاث منابع وجذور الفساد المتغلغل بالوكالة ، ضمنها عدة عقارات إستولى عليها المدير العام المقال زارو وعلى رأسها ثلاث فيلات فخمة بمنتجع ( أطالايون ) واستحواذه على ثلاث سيارات لأغراضه الشخصية وعائلته ، والتي تكلف الوكالة ميزانية ضخمة.
كما نبه التقرير السابق لرخصة سلمها بشكل أحادي سعيد زارو لأحد اصدقائه المسمى “سلام” صاحب مطعم “نور سال” بشارع المسيرة بالناظور ، لفتح نظير له بمنتجع مارتشيكا، دون إتباع المساطر القانونية ، وإعلان عروض الأثمان ، في خرق واضح لشفافية الصفقات ، مستفيدا بذلك بهدية ضخمة قدمها “سلام السوسي” لزارو ، اضافة إلى تكفله بمراسيم الجنازة وإطعام المعزين بمناسبة وفاة والدة مدير الوكالة قبل مدة .
20/12/2023