شهدت تصريحات عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، جدلاً واسعاً بين المؤيدين والمعارضين، حيث أشار إلى أن الإدمان على المخدرات ليس جريمة، بل حالة مرضية، وعبر عن رأيه بأن اعتقال المتعاطين يزيد من مشاكلهم بدلاً من حلها.
في سياق ذلك، أدلى الحسن البغدادي، رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة التدخين والمخدرات، بتصريح قائلاً: “يعلم الجميع تداعيات الإدمان على التدخين والمخدرات وتأثيرها على أفراد الأسرة”. وانتقد تصريحات وزير العدل، معتبراً أنها تشكل تهديدًا للرسالة الإنسانية وتتنافى مع القيم والأسس التي ينبغي أن يقوم عليها الوطن.
وشدد البغدادي، في تصريح ، على أهمية وجوب نظرة شمولية في صياغة المشاريع المجتمعية، مشيراً إلى ضرورة استخدام قوة الأسباب بحكمة وتحديد مواطن الضعف والتهديد للتصدي لها بشكل فعال.
وأضاف أنه يجب على القادة العامين الانتباه إلى الأولويات، مشدداً على ضرورة الحفاظ على المورد الأساسي للمشاريع وهو الحفاظ على شباب الأمة من التدهور الوشيك، حيث يعتبر إدمان التدخين والمخدرات عائقًا كبيرًا للتنمية وتحقيق المشروعات الاجتماعية.
وتساءل البغدادي، بصفة رتبائية، حول كيفية التخطيط للتعليم عندما يكون المتعلم فاقدًا لمقوماته البدنية والعقلية والنفسية بسبب الإدمان. واستنكر غياب الشباب عن الأنشطة الرياضية والترفيهية بسبب تفضيلهم للشيشة، مطالبًا بتوجيه الاهتمام إلى مشاكل الإدمان والعمل على حلها.
على الجانب الآخر، عبّرت جمعية حسنونة عن ترحيبها بتصريحات وزير العدل، معتبرة أنها تتماشى مع مطالبها بإعادة النظر في تشريعات مكافحة المخدرات وتخفيف العقوبات على المتعاطين لأغراض شخصية.
وأكدت الجمعية على فشل تجريم الاستعمال الشخصي للمخدرات في الحد من انتشار الإدمان، مشيرة إلى أنه يزيد من الوصم الاجتماعي للمتعاطين ويعيقهم عن طلب المساعدة، ما يدفعهم إلى اللجوء إلى السوق السوداء وتعريضهم لمخاطر صحية وأمنية. وختمت بالتأكيد على أن تشديد العقوبات يؤدي إلى إرهاق النظام القضائي والسجني، ويعيق التنمية الاجتماعية بشكل عام.
30/12/2023