تعيش الجزائر حالياً على وقع صراع كبير في أروقة صناعة القرار، حيث تتبارى القوى الفاعلة لبسط السيطرة على جهاز مديرية التنصت الاستعلاماتي. يُعتبر هذا الجهاز مصدرًا لمعلومات دقيقة وحساسة حول الخصوم، ويشكل آلية فعّالة للتحكم في المشهد السياسي، خاصة فيما يتعلق بأنشطة المعارضين للنظام سواء من داخل البلاد أو خارجها.
يسعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى ترسيخ سيطرته على مديرية التنصت الاستعلاماتي، بعد حدوث تضارب في إدارتها بين الجهاز الأمني المباشر ورئاسة الجمهورية. يتجه تبون نحو تسليم إدارة هذا الجهاز إلى مدير ديوانه، بوعلام بوعلام، الذي يعد إحدى الشخصيات البارزة التي يعتمد عليها تبون. ويتمثل إصرار تبون في تعزيز صلاحيات بوعلام وتوسيع نفوذه، نظرًا للإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها في التعامل مع خصومه داخل السلطة وخارجها.
تعد مديرية التنصت التابعة لجهاز الاستخبارات من بين أبرز الدوائر الحيوية في إدارة المنافسات الداخلية، ما يجعلها محط جذب للصراعات بين أطياف صناعة القرار في الجزائر. إنها آلية حاسمة في يد نظام العسكر للقضاء على الخصوم والمعارضين، مما يبرز أهمية السيطرة عليها في إطار المشهد السياسي الراهن.
03/01/2024