مع اقتراب انطلاق النسخة الرابعة والثلاثين لكأس أمم إفريقيا في ساحل العاج، تظهر علامات على تراجع الإقبال على مشاهدة هذه الأحداث الرياضية بين أرباب المقاهي والمطاعم المغاربة. يشكو هؤلاء من إكراهات عدة تعترض تشغيل القطاع، مؤكدين في الوقت نفسه أن الأمور المتعلقة بالتظاهرات الرياضية لا يمكن أن تحل مشاكلهم، وخاصة في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهونها، والتي تهدد بالإفلاس عددًا منهم.
قال أحمد بفركَان، المنسق الوطني للجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، إن “أرباب المقاهي فقدوا الشغف والأمل في استقطاب المزيد من الزبائن بمناسبة الأحداث والتظاهرات الرياضية الكبرى؛ ذلك أن الأرباح التي يمكن أن يجنوها في هذه المناسبات لا يمكن أن تحل مشاكل القطاع الذي يتخبط في مجموعة من الصعوبات والإكراهات التي لا يمكن لأحداث مناسباتية أن تخفف من وطأتها عليهم”.
وأضاف بفركان أن “حوالي 40 في المائة من أرباب المقاهي والمطاعم ينتظرون فقط انتهاء منافسات كأس الأمم الإفريقية لإغلاق أبوابهم وإعلان إفلاسهم”، مشيرًا إلى أن “جهات مثل الدار البيضاء والرباط-سلا وفاس-مكناس وطنجة-تطوان سجلت أرقاما مخيفة فيما يتعلق بإفلاس أرباب المقاهي والمطاعم خلال الثلث الأخير من السنة الماضية”.
وأوضح المنسق الوطني أن هذه الوضعية المقلقة يمكن تفسيرها بوجود “غياب قانون منظم للقطاع، والإكراهات المرتبطة بالتصريح بالأجراء لدى الصندوق الوطني للضمام الاجتماعي، بالإضافة إلى المراجعات الضريبية وارتفاع الرسوم الجبائية والعشوائية، والتحديات المرتبطة بالتنافس مع أصحاب المقاهي المتنقلة”.
وشدد على أن “المقاهي والمطاعم خسرت جزءًا كبيرًا من زبائنها الذين كانوا يحضرون لمشاهدة المباريات، خاصة بعد أزمة كورونا التي دفعت بالكثيرين إلى اقتناء باقات مشاهدة هذه المباريات من منازلهم”.
واختتم بالتأكيد على أن “النهوض بهذا القطاع وضمان استمراريته يتطلب إصدار قانون منظم له لمحاربة العشوائية. دون ذلك، لن يكون المهنيون قادرين على الاستمرار في العمل في ظل هذه الظروف الحالية”.
11/01/2024