في إقليم خنيفرة، يبرز محمد أقلمون، الرجل الذي ارتبطت حياته بالعلبة السوداء للفساد والمكائد السياسية. يشكل أقلمون رئيسًا لمجموعة جماعات الأطلس، وتاريخه الذي بدأ كمستشار فقير حافي القدمين، يروى قصة نهوضه المدهش من الفقر إلى الثراء، مستفيدًا من الارتباط الوثيق بالعامل الفطاح وفساده.
بدأت مسيرته كمستشار في جماعة خنيفرة باسم حزب التقدم والاشتراكية، ورغم فقره الشديد، استطاع أن يصعد في سلم السلطة بفضل دعم حزب الاتحاد الاشتراكي. تحول بسرعة إلى مقاول ذو رصيد كبير، وأصبح صندوقًا أسود، يعتبر ممولًا وضامنًا لحقوق العامل الفطاح. يدير أقلمون الصفقات السرية ويؤثر في توجيهات السلطات المحلية، مما يجعله شخصًا مثيرًا للجدل وحاملاً لرسالة من الفطاح.
في تطور مفاجئ، انضم أقلمون إلى حزب الزيتونة، جبهة القوى الديموقراطية، ورافق زميله حميد البابور في انتقالهما إلى يد الفطاح. بفضل دعم الأحرار، طلب الفطاح منهم الترشح لقيادة المجلس الإقليمي وجماعات الأطلس، مما جعلهم يسيرون على خطى الفطاح كمرشحين ناجحين.
وفي أحدث فصل من فصول الفساد، قرر الفطاح تخصيص صفقة ضخمة لإصلاح العمالة في إقليم خنيفرة، ما دفع إلى طرد أقلمون من مقر العمالة لتجنب الشكوك. يظهر هذا الفصل كتجسيد للاستفادة من ضعف رئيس جماعة خنيفرة، الذي أصبح في طي النسيان بسبب تورطه في ملفات الفساد، واستمرار انحدار الإقليم في دوامة الفساد والقهر.
تتسم مسارات السلطة في إقليم خنيفرة بالتعقيد والفساد، ويظهر محمد أقلمون كشخصية مثيرة للجدل تتلاعب بمصالح الساكنة بتوجيهات من العامل الفطاح.
23/01/2024