تواجه الصحافة المغربية تحديات جديدة مع صدور مرسوم الدعم العمومي الذي أقره مجلس الحكومة، والذي يُخشى أن يكون له تداعيات سلبية على الصحافة الإلكترونية والجهوية، بالإضافة إلى المطابع الصغيرة والمتوسطة. هذه التطورات أثارت قلقاً واسعاً بين الهيئات الإعلامية البارزة، التي ترى في هذا المرسوم تهديداً للتنوع والتعددية في قطاع الصحافة بالمملكة. وقد عُقد اجتماع تنسيقي في هذا الشأن بين الفيدرالية المغربية لناشري الصحف والفيدرالية المغربية للإعلام، والجامعة الوطنية للصحافة والإعلام، لبحث هذه القضايا.
الهيئات الإعلامية المذكورة أبدت استغرابها من تشابه الشروط المنصوص عليها في مرسوم الدعم العمومي مع تلك المتعلقة بتجديد بطاقة الصحافة، مما يعتبر في نظرهم مؤشراً على قرب نهاية بعض المؤسسات الصحفية الصغيرة والجهوية. كما أعربت الهيئات عن قلقها من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تقليص فرص العمل في القطاع وتقويض التنوع الإعلامي. وقد سُجل في هذا السياق استياء الهيئات من غياب التشاور أو النقاش المسبق مع المنظمات المهنية قبل صدور المرسوم، مما يعكس نهجاً أحادياً في التعامل مع قضايا القطاع الحيوية.
في مواجهة هذه التحديات، دعت الهيئات المهنية إلى ضرورة الحفاظ على التعددية والتنوع كركائز أساسية في التجربة الديمقراطية المغربية. وشددت على أهمية تيسير عمليات تجديد البطاقة المهنية لضمان استمرارية واستقرار المؤسسات الصحفية. كما أعربت عن استعدادها للانخراط في مبادرات تهدف إلى تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية للعاملين في القطاع، وإبراز رغبتها في الحوار البناء مع كافة الأطراف المعنية لصياغة ميثاق اجتماعي عصري يكفل حقوق ومصالح جميع الأطراف.
26/01/2024











