في وقت يجتمع فيه الفرقاء السياسيون في ليبيا لبحث مسار جديد للمفاوضات، يكثف الجزائريون جهودهم الدبلوماسية في هذا السياق الحساس، معبّرين عن اهتمامهم البالغ بحل الأزمة الليبية. وقد أبرزت الزيارات الدبلوماسية لمسؤولين جزائريين إلى ليبيا ومشاركة ممثلين جزائريين في اجتماعات دولية، كيف تسعى الجزائر لتقليد النموذج المغربي ولهيمنة في الشأن الليبي، مما أثار تساؤلات حول توجهاتها الدبلوماسية وأبعادها الإقليمية.
في هذا السياق، تظل ثمار الوساطة المغربية في ليبيا واضحة المعالم ومُشجعة للفاعلين الليبيين. وقد أشاد مسؤولون ليبيون بدور المملكة في تسوية الأزمة الليبية، مما يبرز التقدير الدولي للدبلوماسية المغربية الفاعلة والمحايدة في المنطقة. وفي هذا السياق، يجسّد التفاعل الجزائري-المغربي مسارات متقاطعة تحمل تباينات في الرؤى والأهداف السياسية.
ومع ذلك، تظل تحركات الجزائر في الملف الليبي موضوع تأمل دولي وإقليمي، في حين يستمر الاعتراف بدور المغرب المؤثر والمتوازن في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، مما يجعل من الضروري فهم ديناميات العلاقات الدبلوماسية وتأثيرها على مستقبل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
06/02/2024