تعيش مناطق واحة درعة في إقليم زاكورة بحالة من الجفاف الحاد، حيث تضطر الفلاحين إلى مواجهة تداعيات هلاك آلاف الأشجار وجفاف الآبار، مما أدى إلى تراجع الزراعة وهجرة بعض السكان إلى المدن بحثًا عن سبل العيش. ومع ذلك، استطاع سكان بعض الدواوير في جماعة أفرا أن يخطوا خطوة فريدة، حيث نفذوا مبادرة لإنشاء آبار جماعية مزودة بالطاقة الشمسية، مما ساهم في تفادي تداعيات الجفاف وندرة المياه وتحفيز الحياة الزراعية.
تأتي هذه المبادرة لتحيي الأرض الممات، حيث شيد السكان ثلاثة آبار جماعية باستخدام الطاقة الشمسية، مستفيدين من مواردهم الذاتية وتبرعات السكان، وقد استفاد منها أكثر من 120 فلاحًا في خمسة دواوير مختلفة. وقد أسهمت هذه المبادرة في إحياء الحقول المهجورة وزراعتها مجددًا، مما أعاد الحياة إلى المنطقة وحدَّت الفلاحين والسكان على الاستمرار في العمل الزراعي وتحسين دخلهم.
ويبرز معاناة سكان المنطقة خلال سنوات الجفاف والهجرة إلى المدن، حيث كانت الواحة درعة في السابق مثل جنة على الأرض توفر لسكانها مختلف أنواع الثمار وتوفر وفرة الخيرات. ومع ذلك، تحولت الأوضاع بسبب التغيرات المناخية والظروف البيئية، ما دفع الفلاحين إلى ترك حقولهم والبحث عن مصادر الرزق في المدن، إلا أن مبادرة الآبار الجماعية أعادت الأمل والحياة إلى هذه الأرض، وأثبتت أهمية الاستثمار في الزراعة المستدامة والتكنولوجيا البيئية في مواجهة التحديات البيئية.
28/02/2024