في زمن متسارع تغمره التكنولوجيا، وبينما تتلاشى حدود الأخلاق وتتبخر القيم، نجد أنفسنا محاصرين في شبكة من الفوضى الرقمية. لقد انعكست هذه التحولات على سلوكياتنا، حيث يظهر الآن تطبيع للسلوكيات الغريبة والتافهة التي كانت سابقاً تُعتبر مرفوضة. تشهد الساحة الرقمية على تفشي ظواهر جديدة تهدد بتفكيك أخلاقياتنا البشرية وتجرنا إلى عالم من الفوضى والتسلط.
في عصر يهيمن فيه البحث عن المال والشهرة، يتجاوز بعض “المؤثرون” و”المؤثرات” حدود اللامبالاة، ويبيعون تفاهتهم على حساب كرامتهم الشخصية. تتسارع وتيرة الفساد الأخلاقي والتلفظ بالقيم، حيث يفقد الإنسان جزءاً كبيراً من هويته الإنسانية ويتحول إلى كيان خالٍ من الضمير والمسؤولية.
وسط هذا الفوضى، تبقى شبكات التواصل الاجتماعي بوابة لا تنفك تعمل على زيادة انتشار تلك السلوكيات التافهة، مهددة بتفكيك الأخلاق والقيم في مجتمعنا. إنها دعوة ملحة لإعادة النظر في قيمنا واختيار قدواتنا بعناية، حتى لا نزيد من انحدارنا نحو الفوضى والتفاهة في هذا العالم الرقمي.
12/03/2024