تنشط تجارة تهريب المخدرات عبر الحدود الشرقية للمغرب التي تربطها بالجزائر ، وتحولت هذه المنطقة الشاسعة إنطلاقا من إقليم وجدة مرورا بجرادة وصحراء تندرارة ، عبر جنوب بوعرفة بإقليم فكيك حتى الحدود مع الجزائر ، ( تحولت ) إلى مركز رئيس لتجارة المخدرات وعبورها نحو الجزائر ، ومنها إلى بلدان أخرى .
وتتعدد طرق تهريب المخدرات بشرق المغرب ، والتي تتولاها شبكات خطيرة يقودها جزائريون مقيمون بوجدة كالبارون ( الهواري الحمياني ) وبارونات كبار بالدار البيضاء، ضمنهم من تحصلوا على الجنسية المغربية بالزور ، وبشراكة مع مهربين مغاربة بالمنطقة ضمنهم كذلك منتخبون ، وبتنسيق مع مافيا أخرى جزائرية تقيم خلف الحدود ، ضمنها عسكريون وأفراد من الدرك الوطني الجزائري، وتتم العمليات بدءاً من استغلال صحاري الجهة الشرقية في نقل أطنان من المخدرات بعيداً من المراقبة، وشراء من توكل لهم مهام المراقبة كذلك ، ومروراً باستغلال أبناء المناطق التي يتم العبور منها ، بهدف تسهيل نقل المخدرات ، وأحيانا بين بضائعهم وعلى الدواب ، وانتهاء بالحدود مع الجزائر بإقليم فكيك .
وأثار العديد من المهتمين خطورة الوضع الذي بات يهدد بتحويل صحاري جهة الشرق إلى طريق رئيس لتهريب المخدرات إلى عدة دول ، من خلال عصابات جزائرية مقيمة بالمغرب ، وبشراكة مع عدد من المهربين المغاربة المقيمين بوجدة وبركان وجماعات سيدي موسى أمهاية، وأحفير ، وبني درار ، وأهل أنجاد وغيرها … وبارونات آخرين كبار من أصول جزائرية يقيمون بالدار البيضاء .
ويقول أحد المهنمين بإقليم فكيك إن “خلو الصحراء الشرقية في أغلب مناطقها من السكان وضعف المراقبة الأمنية فيها وعلى بعض النقط بالحدود الجزائرية سببا في إقبال شبكات التهريب الدولي على اقليم فكيك لتهريب كميات كبيرة من مخدر الشيرا وأنواع مختلفة أخرى من المخدرات والمؤثرات العقلية”، ويضيف أن “المهربين يعتمدون على المناطق الحدودية غير المراقبة لتفريغ شحنات المخدرات وتخزينها لمدة حتى تخف المراقبة الأمنية في النقاط الحدودية مع الجزائر، إذ يتكفل بقية عناصر الشبكة بنقل الحمولة إلى التراب الجزائري .
ويشير المتحدث في تصريح لجريدة “كواليس الريف” إلى أن “التحقيقات الأمنية التي أجريت بعد تفكيك شبكات المخدرات على مدى السنوات الماضية أكدت أن بعض نقط الحدود الشرقية شكلت ملاذاً لشبكات التهريب .
01/04/2024