مرّ جيل كامل على خطوة التوقيع على المعاهدة المؤسسة لما كان يفترض أن يكون اتحاد مغاربيا، ولكن ما واجهه المنطقة بدلاً من ذلك هو واقع مرير من التوتّر والصراعات المتزايدة. وهنا يتباين بين الفكرة النبيلة للوحدة المغاربية وبين الواقع المعاش.
لا يمكن أن نعيش في حالة من الانتظار المطول على عقارب الوحدة المغاربية المُعتَقة، ولا يمكننا تجاهل الحقيقة الواضحة بأن الشعوب والمجتمعات تعيش وتتطور على هذه الأرض بمنافذها الخاصة. ولذا، يبدو أنه في ظل الظروف الإقليمية والداخلية للمغرب والجزائر، فإن الحلم بالتكامل المغاربي قد يظل مشروعًا بعيد المنال، ما لم تنضج الشروط اللازمة لتحقيقه.
في هذا السياق، تأتي تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لتؤكد على استعداد بلاده للتوجه نحو مشروع “تنسيق” إقليمي جديد مع تونس وليبيا، وذلك كبديل عن انتظار إقلاع القطار المغاربي. وبينما يستمر الجدل والترقب حول هذه الخطوة، فإنها تعكس تغيّرًا في الرؤى والتوجهات الإقليمية، مما قد يؤدي إلى تحولات جديدة في المشهد السياسي بالمنطقة.
هكذا، يظهر أن التحديات التي تواجه الحلم المغاربي لا تزال كبيرة، ويبدو أن الحل النهائي قد يكون في تفعيل منافذ بديلة للتقدم والتطور، مع الاعتراف بالحقائق الجديدة والواقع المعاش، وهو ما يتطلب رؤى واضحة وإرادة قوية لتحقيق الاستقرار والتنمية في الشمال الإفريقي.
01/04/2024