بعد ثلاثة مواسم من العروض المتواصلة وفي انتظار الموسم الرابع صار برنامج ” سيني كافي ” علامة للجودة ضمن خارطة البرامج
التي سطرتها القناة الثامنة “تمازيغت” ، منذ بداية بث البرنامج الحدث استطاع أرشيف القناة استقبال ما يقارب تسعين فيلما قصيرا احترافي لمخرجين شباب ، وهو رقم كبير في زمن قياسي أغنى الخزانة السينمائية الابداعية للقناة الأمازيغية، في مسار ناجح انعكاسا لمبادئ الدستور في حفظه للهوية الأمازيغية ويجب هنا استحضار دستور 2011 ، الذي يعد بمنزلة الوثيقة المهمة في مسار تعزيز حضور الأمازيغية وتحصين إدماجها في الفضاء العام، حيث نص الفصل الخامس من الدستور على أن “الأمازيغية تُعد أيضًا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدًا مشتركًا لجميع المغاربة من دون استثناء، ويحدد قانون تنظيمي مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
تفاصيل برنامج أفلام المخرجين الشباب ” سيني كافي ” يحمل في طياته كثيرا من الرسائل التي تعكس اهتمام المغرب بروافد الأمازيغ الثلاث فقد تم تقسيم عرض الأفلام إلى ثلاثة أجزاء متسلسلة , فتابعنا إبداعات بتريفيت وتشلحيت وتمازيغت بتأطير لغوي أمازيغي معياري دون إغفال سلاسة الصورة والإخراج الهادئ الذي يعكس فكرة الكاتب المبدع “سعيد أبرنوص” حول جلسة في مقهى خاص بالسينما ومتابعة الشاشة في فضاء يسافر بك في عوالم سينمائية خالصة.
لقد صارت الحاجة ملحة منذ الآن لاعتماد أفكار شابة وما أكثرها وترجمتها واقعا على هذه القناة المبدعة , والتي تعد مكسبا لكل المغاربة.
والذّي يُسجّل كإنجازٍ غير متوقّع للثّامنة جلبها للمشاهدِ الأمازيغيّ إلى جانب المشاهد الآخر غير النّاطق بالأمازيغيّة، إذ احتلّت الأمازيغيّة مكانا محترمًا في بيوت العائلات المغربية الأمازيغية وغيرها، بل اخترقت مجال نفوذها بشكل جنح بها إلى خارج جغرافية الوطن، إذا استثنينا المشاهد المغربي المقيم خارجه كل هذا بفضل برامج تخرجها للوجود أنامل شابة كلها طموح والنموذج برنامج ” سيني كافي ”
ونستحضر هنا نموذجا مهما .. حيث تم عرض ومناقشة الفيلم القصير ” الحساب ” بالبرنامج على القناة الأمازيغية من طرف السيناريست علي بويه الذي قدم الفيلم نيابة عن المخرجين أمام لجنة تحكيم متخصصة التي أشادت بفكرة الفيلم باعتبارها فكرة سينمائية أصلية لها بعد فلسفي بعمق احترافي تقنيا وفنيا، أيضا عبرت لجنة تحيكم برنامج ” سيني كافيه ” على إعجابها بأداء الممثلين الذين قدموا شخصيات ذات بعد إنساني يسلط الضوء على حالة من الحالات الإنسانية التي يعيشها مستهلك الخمر وما يتعلق من أفعاله والتضحية بجسده في سبيل لحظة ممتعة تغير مسار حياته للأسوأ.
هذا الفيلم القصير تمكن من إحراز جوائز على المستوى الوطني وفي محافل كبرى وكل هذا يدل على حاجتنا الملحة لمزيد فتح مجال للمواهب الشابة.
سمير بوحميدي :
إعلامي مهتم بالشأن الأمازيغي