أكثر المتفائلين، لم يكن ليتوقعوا أن تصل شركة كوزيمار إلى الحال التي وصلت إليها في عهد المدير حسن منير، حيث أصبحت الاختلالات تنخر على أموال الفلاحين دون توقف. فالشركة لم تسلم من سموم الفساد والتجاوزات، مما جعلها تفتقر إلى الحكامة السليمة في إدارة شؤونها. وباتت هذه الاختلالات تشكل خطرا يستدعي التغيير قبل فوات الآوان.
من الإدارة وصولاً إلى العمال، بات الانحراف واضحاً في سلوكيات الشركة بقيادة حسن منير، حيث لم تعد الإدارة تهتم بمراقبة وتقديم التنبيهات للمخالفات التي تضر بأموال الشركة ومصالح المزارعين. وهذا اللون الأسود يطغى على مشهد الشركة، مع احتجاجات صامتة تنبعث من قلوب الذين يحملون حب الوطن وضمائر حية تتجاهلها الفساد والفوضى.
اليوم، تطرح الأسئلة عن أسباب تحول شركة كوزيمار إلى متاهة من المتناقضات والفوضى، وهنا يكمن اللغز الذي يجب حله. يبدو أن فقدان الثقة في المسؤولين، بما في ذلك الإشارة الواضحة من جلالة الملك محمد السادس، ساهم في تعميق هذه الأزمة. ورغم المقاومة التي قاومتها الشركة، إلا أنها أخيرًا قوضت أركانها بفضل تكالب المسؤولين الجشعين على مصالحهم الشخصية.
حان الوقت لتغيير المسار. يجب على حسن منير أن يستيقظ من سباته ويحاول إصلاح الأمور قبل فوات الآوان، ويجب أيضاً إجراء جراحة جذرية للشركة بتغيير القيادة وتجديد الدماء، لإنهاء وباء الفساد والفوضى التي تهدد بتدميرها.
29/04/2024