قال الكاتب الأمازيغي، أحمد عصيد، إن “تكفير أستاذ جامعي من طرف زملائه في الجامعة ظاهرة خطيرة انتشرت في مصر وكانت من مظاهر الانحطاط الكبرى للجامعة والقضاء المصري الذي ارتكب مهازل كبرى أساءت إلى سمعة مصر عبر العالم”.
وأضاف عصيد، في تصريح له ، قائلاً: “ما حدث في فاس خطأ جسيم تسبب فيه أساتذة من تيار الإسلام السياسي المتطرف الذين أرادوا نقل هذه الظاهرة المشرقية السيئة إلى بلادنا، وهذا سلوك لا يمكن السكوت عنه مطلقا لأنه يحول الجامعة من منار للمعرفة والعلم إلى منبر للتحريض على الجريمة، ومحكمة للتفتيش وإشاعة الكراهية ضد أساتذة يختلفون في آرائهم عن غيرهم”.
ويرى أن “خلفية هذا السلوك بجانب ما ذكرناه هو رغبة تيارات إيديولوجية معروفة بتشددها الديني وعنف خطابها في السيطرة على الجامعة، مما يجعلها تحاول التخلص من خصومها الفكريين بالتشهير والتحريض عبر اعتماد وسائل غير شريفة كالإشاعة الكاذبة والتهديد والتكفير”.
وزاد عصيد: “إن قيمة الأستاذ الجامعي هي في تكوينه العلمي الجيد وتمكنه من المادة التي يدرسها وليس في عقيدته أو ميوله واختياراته الشخصية. وإذا كان أتباع الإسلام السياسي يحاولون التموقع الإيديولوجي لممارسة الوصاية على المجتمع، فإن ذلك لا يسمح لهم بإفساد الجامعة وإلحاق الضرر بغيرهم”.
وكان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمدينة فاس، قد قرر مؤخرا، متابعة عضو بالمجلس العلمي المحلي بصفرو (ع.ه) وهو أستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وقيادي بجماعة العدل والإحسان (م.ر) وهو أستاذ أيضا بنفس الجامعة (كلية الآداب، ظهر المهراز)، بتهم التشهير طبقا للفصول القانونية 447 من مجموعة القانون الجنائي المغربي.
وجاءت هذه المتابعة على إثر حملة تحريضية قاما بها ضد أستاذ زميل لهم (إ.ذ)، وهو أستاذ التعليم العالي بنفس الكلية، وحملة التشهير آلت إلى تكفيره والحكم عليه بالردة والزندقة والإلحاد، والعلمانية، ثم اتهامه بالجهالة، والاسترزاق …، وتهديده من طرف مدونين محسوبين على التيار السلفي الجهادي.
01/05/2024