أعادت الصفقة الثلاثية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة وفرنسا، التي تقضي بتسليم 30 طائرة مقاتلة من نوع “ميراج” للقوات المسلحة الملكية، (أعادت) طرح علامات استفهام داخل الأوساط السياسية والعسكرية في إسبانيا، بخصوص مستقبل التفوق العسكري لمدريد في المنطقة، وضرورة تحديث الأسطول الجوي الإسباني.
ومن المنتظر أن يتوصل المغرب بـ 30 طائرة مقاتلة من طراز ميراج 9-2000 ابتداء من سنة 2027، وهي في الأصل كانت صفقة مُبرمة بين الإمارات وفرنسا، غير أن العلاقات القوية بين البلدين العربين وانتهاء الأزمة الدبلوماسية التي استمر منذ 2021 بين الرباط وباريس، سهَّل رفع “فيتو” هذه الأخيرة على تسليم المقاتلات لسلاح الجو المغربي.
ووفق التقرير فإن قدرات الطائرة التي سيتوصل بها الجيش الإسباني أعلى نسبيا من نظيرتها التي ستصل إلى سلاح الجو المغربي، حيث تصنف ضم جيل 4,5، أي أنها توجد في منطقة وسط بين الجيل الرابع المتمثل في “ميراج 2000” أو “إف 15” والجيل الخامس الذي تمثله طائرة “إف 35” والتي يسعى المغرب أيضا للحصول عليها مستقبلا.
ومن حيث المواصفات، يقول التقرير الإسباني إن طول يوروفايتر يصل إلى 15,96 مترا، وطول الأجنحة إلى 10,95 مترا، مع وزن أقصى عن الإقلاع يصل إلى 23.500 ميلوغرام، ومن أبرز نقاط قوتها نظام الدفع المكون من محركين اثنين من نوع Eurojet EJ200 الذي يجمع بين القوة والكفاءة، بسرعة قصوى تصل إلى 2495 كيلومترا في الساعة، أي ضعف سرعة الصوت، مع سقف طيران يصل إلى 19.000 متر.
أما الميراج، فيصل طولها إلى 14,36 مترا وطول جناحيها إلى 9,13 مترا، أما وزنها الأقصى عند الإقلاع فصل إلى 17.000 كيلوغرام، وتتوفر على محرك واحد من نوع “سنيكما” تم تطويره خصيصا للطراز الحديث من هذه المقاتلات، في حين تبلغ سرعتها القصوى 2300 كيلومتر في الساعة مع سقف طيران يصل إلى 17.000 متر، ويمكنها الطيران باستقلالية في نطاق القتال إلى غاية 1550 كيلومترا.
وتحدث تقرير مُفصل لصحيفة “إل إسبانيول” عن مساهمة هذه الصفقة في تقليص الفوارق بين المغرب وإسبانيا على مستوى القوات الجوية، خصوصا وأن الأمر يتعلق بطائرات مقاتلة مصممة خصيصا لهذا الغرض، حيث إن ميراج 9-2000 متخصصة في القتال الجوي المباشر المعروف بـ Dogfight، وهو الدور نفسه الذي من أجله أبرمت إسبانيا صفقة للحصول على طائرات “يوروفايتر”.
وصادقت الحكومة الإسبانية في دجنبر الماضي على توسيع برنامج التسليح من أجل إتاحة المجال للحصول على 45 طائرة “يوروفايتر” من طراز “ترانش 4 +” التي تم تطويرها حديثا من أجل أن تحل محل طائرات “إف 18” التي تخطط إسبانيا لنقلها إلى جزر الكناري في السنوات المقبلة.
والطائرتان اللتان ستصلان إلى المغرب وإسبانيا، وفق التقرير، تندرجان معا ضمن فئة الجيل الرابع، وتشبه ميراج 9-2000 مقاتلات “رافال” الفرنسية من الجيل الجديد، وتحتوي على أحدث المعدات الإلكترونية وأنظمة متطورة للطيران والرؤية الليلية والملاحة الجوية والكشف بالأشعة تحت الحمراء بالإضافة إلى الرادار.
أما يوروفايتر ترانش 4 +، فهي نتاج برنامج أوروبي متعدد الجنسيات يضم إسبانيا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، وتصنف من ضمن الطائرات الأكثر حداثة مع تمتعها بقدرات عالية على المناورة بفضل هيكلها ومحركيها، إلى جانب تميزها بالمرونة وسعة الحمولة، والقدرة على التشغيل البيني وتكنولوجيا الاتصال المتطورة.
كواليس الريف: متابعة
02/05/2024