بعد تكبدها خسائر كبيرة إثر إعادة هيكلة المكتب السياسي، تسعى قيادات حزب الأصالة والمعاصرة في جهة طنجة تطوان الحسيمة، التي كانت تعد معقلاً أساسياً لهذا الكيان السياسي، لتجنب نكسات إضافية على مستوى إعادة الهيكلة الجارية في الفروع المحلية.
محمد الحموتي، الشخصية البارزة في الحزب والذي تم التخلي عن خدماته كرئيس للجنة الوطنية للانتخابات، وجُرد من عضويته بالمكتب السياسي السبت الماضي، لم يفوت فرصة المشاركة في اجتماع الأمانة الجهوية للحزب في الشمال أمس الأحد. تعبيراً عن عزمه الاستمرار في إدارة الحزب في جهته، رغم الطريقة التي عومل بها من القيادة الجماعية. جلس إلى جانبه العربي المحارشي، على يسار الأمين الجهوي للحزب عبد اللطيف الغلبزوري الذي ترأس الاجتماع.
رغم أن عقد هذا الاجتماع في وزان يحمل رسالة جوابية بشأن نتائج هيكلة المكتب السياسي، من حيث إبعاد المحارشي الذي كان له دور مركزي لأكثر من عقد، إلا أن المسؤولين بالحزب يؤكدون أن الاجتماع كان مبرمجاً في هذا المكان قبل اجتماع المجلس الوطني في 11 مايو. وبالتالي، ليست هناك أي دلالات خاصة، رغم المصادفة المثيرة. يتيح اجتماع القيادة في وزان مع اجتماع هيكلة الفرع المحلي فرصة للمحارشي لاستعراض قوته مجدداً. وفق مصادر الحزب، “يريد المحارشي أن يظهر أن خسائره ستصبح خسائر الحزب بشكل تلقائي”.
خلال كلمته في اجتماع تجديد فرعه المحلي في وزان، الذي خصص بالكامل تقريباً لتقييم الوضع المحلي، أشاد المحارشي بحزبه بصفته “عضواً سابقاً في المكتب السياسي”، وأطلق موقفه النهائي مما حدث له بقوله: “هادشي لي عطا الله”. ثم أضاف أن حزبه “يشكل مع القيادة الجديدة بديلاً للمغاربة”، مراهناً على تصدر الانتخابات القادمة.
تظل هذه المحاولات محدودة التأثير وفق ما يراه أعضاء الحزب، حيث لم يشارك سوى القادة المحليون في تجديد هيكلة فرع وزان. القيادة الجماعية في الرباط حسمت على ما يبدو مستقبل المحارشي على الصعيد المركزي. مع ذلك، يأمل المحارشي في العودة إلى الجهاز التنفيذي لحزبه كرئيس للهيئة الوطنية للمنتخبين، التي كانت تدير الخزان البشري للحزب في الانتخابات منذ 2011. إلا أن تقارير تشير إلى أن إعادة هيكلة هذه الهيئة على صعيد الفروع قد بدأت من دونه. وبالتزامن مع إعلان القيادة الجماعية تنفيذ سلسلة إصلاحات واسعة، لا يبدو أن المحارشي والحموتي سيتمكنان من مواصلة مهامهما.
يرى كوادر الحزب في الشمال أن التخلي عن المحارشي قد يؤدي إلى تراجع النتائج في انتخابات 2026. لكن الاجتماعات التي عقدت أمس الأحد تشير إلى أن القياديين قررا المضي قدماً في وظائفهم السياسية على الصعيد المحلي في الوقت الحالي.
20/05/2024