تمكن بصير ( 27 سنة ) ، وهو شاب سوداني، من الفرار عام 2018 من بلاده التي تعيش صراعات بعدما تعرضت قريته لمجزرة، ليمر عبر أربعة دول إحداها المغرب، ليصل بعد سنوات إلى إسبانيا لاجئا، لكن رحلة “بصير” كانت صعبة للغاية، وفق ما روى مكتب المحاماة المكلف بقضيته لوسائل إعلام إسبانية.
الشاب السوداني بصير خرج من السودان واتجه غربا، وعبر الجنوب الليبي وبعدها منطقة الساحل التي نجا فيها من الموت بسبب الطريق الصحراوي والوضع السياسي، قبل وصوله إلى الناظور بالمغرب ، فحاول اجتياز سياج مدينة مليلية وكان من بين المهاجرين الذين عانوا من مأساة الأحداث في يونيو 2022، والتي قضى فيها بعض من رفاقه ضمن أكثر من 30 شخصاً لقوا حتفهم في الفاجعة، ونجا من الموت للمرة الثانية ، ولم يتمكن من العبور إلى مليلية .
في دجنبر 2022، تقدم بصير بطلب لجوء في السفارة الإسبانية بالرباط، مدعوما بمكتب محاماة إسباني، بعدما أقنعهم بمدى خطورة وضعه ورحلته. ورغم رفض الحكومة الإسبانية، وبعد سلسلة مرافعات دِفاعه، أصدرت المحكمة الوطنية الإسبانية حكمًا يلزم السلطات التنفيذية بنقله إلى إسبانيا. إذ بعد مرور عام ونصف، تم تنفيذ الحكم ورُحّل بصير إلى مدريد.
ووفق صحيفة “لافانغوارديا” فقد وصل بصير منذ أيام إلى مطار باراخاس بمدريد قادمًا من مطار الرباط سلا، فجرى إبلاغ محامياه، أديليا دي لاس مرسيدس وأرسينيو جي كوريس، من شركة ديموس (مكتب محاماة حقوق الإنسان) اللذان كانا في اسقباله.
وأضافت “لا فانغوارديا” أن الشاب السوداني سيتمكن من تقديم طلب اللجوء الذي طال انتظاره بموجب المادة 38 من قانون اللجوء، كما أعرب المحامون عن أن “انتصار بصير يمثل سابقة مهمة للغاية للاجئين الذين يطلبون الحماية الدولية في الممثليات الدبلوماسية لإسبانيا”.
وقال بصير، في حديثه إلى صحيفة “بوبليكو” الإسبانية، إنه فخور بكونه جزءاً من هذا النصر للاجئين مؤكداً “لم يكن ذلك ممكناً لولا عمل المحامين ومتابعة وسائل الإعلام لقضيتي”. وتابع “لقد خفت في المطار عند باب الطائرة، أمرني اثنان من ضباط الشرطة بمرافقتهما وأخذا جواز سفري لقد تذكرت كل عذاب الماضي وظننت أنهم سيرحلونني مجددا..”.
يشار أن وزارة الداخلية الإسبانية ووزارة الهجرة وشؤون اللجوء في إسبانيا قد تسلمتا ملفه لضمان الحماية الدولية في إسبانيا واستكمال الاجراءات الخاصة بالإقامة القانونية في البلاد، بعد رحلة طويلة من المعاناة والصمود.
كواليس الريف: متابعة
29/05/2024