لاحظ مراقبون في الفترة الأخيرة، رفع إسبانيا إيقاع قطع ما تبقى من علاقاتها وصيلاتها السابقة مع جبهة البوليساريو، علما أن العلاقات الرسمية بين الطرفين انتهت منذ إعلان سانشيز دعمه لمبادرة الحكم الذاتي المغربية للصحراء في مارس 2022، حيث بدأت حتى الأطراف التي كانت تدعم البوليساريو، تتراجع عن نبرتها الداعمة لهذه الجبه الإنفصالية.
وحسب ذات المصادر، فإن من بين مظاهر ابتعاد إسبانيا عن جبهة البوليساريو وأطروحتها الانفصالية، هو موقف مدريد الأخير الذي أعلنت عنه، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو الموقف الذي ساندته ودفعت عنه بقوة، زعيمة حزب “سومر” اليساري المشارك في الحكومة، يولندا دياز، علما أن دياز كانت من أشد الداعمين لجبهة البوليساريو.
وسجل مراقبون في الفترة الأخيرة، تراجع نبرة الدعم للبوليساريو على لسان يولاندا دياز، حيث لم تشر لا من قريب أو من بعيد إلى مطالب هذه الجبهة الانفصالية في تحركاتها داخل الحكومة، واكتفت بالضغط لإعلان اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية فقط.
وفي نفس السياق، سُجل أيضا تقدم حزب “سومر” بمقترح في البرلمان الإسباني في الأيام الأخيرة، يدعو حكومة سانشيز لزيادة الدعم للصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف بسبب معاناتهم مع نقص الغذاء والماء، لكن دون أن يشير الحزب في مقترحه لجبهة البوليساريو ومطالبها الانفصالية، في حين أنه كان في السابق يدعم أطروحة الانفصال.
وتزامنا مع هذه التحولات في الأحزاب والأطراف الإسبانية التي كانت تدعم البوليساريو سابقا، لجأت العديد من المؤسسات الوزارية والحكومية في الآونة الأخيرة، إلى تغييرو تحيين معطياتها على مواقعها الرسمية بشأن الحدود الجغرافية المغربية، ولوحظ إدارج هذه المواقع للصحراء المغربية كجزء من التراب المغربي.
ورغم عدة احتجاجات واعتراضات قدمتها جبهة البوليساريو عبر أذرعها في إسبانيا ضد هذه الاجراءات، إلا أن الحكومة الإسبانية ومؤسساتها لم تعد تلقي بالا لتلك الاعتراضات، وتواصل نشر خريطة المغرب الكاملة تماشيا مع موقف مدريد في هذه القضية.
وتشير كل هذه التحولات إلى أن إسبانيا بدأت تعزل نفسها بشكل كامل عن أي ارتباط مع جبهة البوليساريو، ولا يستبعد ملاحظون أن تتواصل هذه التطورات في المستقبل إلى غاية منع أي أنشطة للجبهة للانفصالية وتمثيلياتها داخل البلاد.
كواليس الريف: متابعة
07/06/2024