عاد موضوع عزل وإعفاء أئمة وخطباء المساجد في المغرب إلى الواجهة من جديد، وذلك بعد قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية توقيف خطيب مسجد بوعيطة بأيت ملول، إبراهيم بقلال، الذي يعمل في عمالة إنزكان. القرار أثار جدلاً واسعاً حول خلفياته الحقيقية، وخصوصاً أن بقلال معروف بتناوله لمواضيع حساسة في خطبه.
وأشارت مصادر جريدة “كواليس الريف” إلى أن سبب إعفاء الخطيب قد يعود إلى تناوله لمواضيع سياسية في خطبه، مثل موقفه من التوترات بين المغرب والجزائر والتي وصفها بأنها فتنة بين شعبين مسلمين. هذه الخطبة جعلت من مسجد بوعيطة قبلة للمصلين، حيث لم يجد الوافدون موطأ قدم، خصوصاً أيام الجمعة وخلال الأعياد الدينية. ومع ذلك، لم يُعلن بعد السبب الحقيقي وراء قرار وزارة الأوقاف المغربية، وهل كان بسبب تجاوز الخطيب للضوابط الموضوعية أو إصداره أحكام بعيدة عن قضايا معينة.
في السياق نفسه، يرى متابعون للشأن الديني في المغرب أن قضية إعفاء أو عزل الخطباء تثير العديد من التساؤلات، لعدم وجود مرجعية واضحة أو لائحة من المحظورات التي يجب على الخطيب التقيد بها. وأشار هؤلاء إلى أن بعض القرارات تكون شبه مزاجية وردة فعل من الوزارة تجاه مواقف معينة. على سبيل المثال، إعفاء الخطيب الذي تناول موضوع الاحتفال بالسنة الميلادية كان مفاجئاً، حيث انطلق الرجل من الفقه المالكي ولم يخرج عليه. ورغم ذلك، بررت الوزارة الإعفاء بمبرر عام يمكن استخدامه ضد أي خطيب آخر. وقد أثار توقيف خطيب مسجد بوعيطة قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك جدلاً واسعاً بين سكان أيت ملول، الذين تساءلوا عن هوية الخطيب الجديد لصلاة العيد.
14/06/2024