يستعد مهنيو الصحة في المغرب لبدء سلسلة جديدة من الاحتجاجات والتصعيد بعد أسبوع عيد الأضحى، الذي أدى إلى تهدئة نسبية للإضرابات التي استمرت لمدة ثلاثة أشهر في المستشفيات والمؤسسات الصحية العامة. وأفاد مصدر قيادي في التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة أن “الصيف لن يكون هادئًا في قطاع الصحة، بل سيكون مشتعلاً بأشكال احتجاجية جديدة قد تشمل مقاطعة العمليات الجراحية غير المستعجلة وعدم المشاركة في البرامج الصحية الحكومية.”
وأعادت آخر البيانات الصادرة عن “التنسيق الثماني”، والتي توصلت بها كواليس الريف ، التأكيد على نجاح الإضرابات في شهر مايو والأسبوعين الأولين من شهر يونيو. وأكدت البيانات أن التنسيق النقابي مضطر إلى مواصلة التصعيد والاحتجاج بإضراب لمدة ثلاثة أيام كل أسبوع (25-26-27 يونيو 2024)، مع استثناء أقسام المستعجلات والإنعاش، بالإضافة إلى تنظيم وقفات احتجاجية. كما دعت النقابات كل مهنيي الصحة إلى الاستمرار في مقاطعة تقارير البرامج الصحية والحملات والاجتماعات مع الإدارة، وأعلنت عن عزمها تنظيم مسيرة حاشدة للشغيلة الصحية بالرباط من باب الأحد إلى البرلمان.
وفي حديثه لجريدة كواليس الريف، عبر محمد الوردي، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة التابعة للاتحاد المغربي للشغل، عن أسفه تجاه الوضع القائم، مؤكدًا أن “التعنت الحكومي يضعنا في موقف حرج مع المواطنين الذين يلجأون إلى المستشفيات للحصول على خدمات صحية جيدة، قبل أن يتفاجأوا باستمرار الإضرابات.” وأوضح الوردي أنه في حال عدم تجاوب الحكومة مع مطالب الشغيلة الصحية، سيتم اللجوء إلى تصعيد أكبر يشمل مقاطعة جميع البرامج الصحية ومقاطعة الفحوصات الطبية المتخصصة بالمستشفيات، وتنظيم مسيرات واعتصامات محلية وإقليمية وجهوية ومركزية.
وأكد الوردي أنه لا يوجد أي تحرك حكومي حتى الآن، مضيفًا أن الحكومة تحاول اختبار نبض التحركات النقابية والمراهنة على عامل الوقت. وأشار إلى أن البيان “رقم 5” الصادر عن “التنسيق الثماني” ندد بشدة بصمت الحكومة وتجاهلها لمطالب مهنيي الصحة وتجاهل الاتفاقات الموقعة، واصفًا ذلك بأنه مؤشر مقلق على أن قطاع الصحة وتنزيل إصلاحاته لفائدة المغاربة ليس من أولويات الحكومة في الوقت الحالي.
21/06/2024