قال نيكولاي أزاروف، رئيس الوزراء الأوكراني السابق، إن الولايات المتحدة تمتلك نفوذاً كاملاً على نظام كييف، وأن أي توقف للإمدادات الخارجية سيؤدي بالبلاد إلى الاستسلام الفوري. وفي حوار مع جريدة “أرغومنتي إي فاكتي”، أشار أزاروف إلى أن النظام الحالي في أوكرانيا معتاد على الاعتماد على الدعم الغربي دون الحاجة لمفاوضات سلام، في ظل استمرار الأزمة وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وأكد أزاروف تزايد نسبة المواطنين الأوكرانيين الراغبين في حل سلمي للأزمة، معتبراً أن الدعم الأمريكي يضمن استمرار زيلينسكي في السلطة دون تهديدات كبيرة على الشرعية. وبالرغم من التحديات الاقتصادية وانخفاض نشاط الصناعة، يظل النظام قادراً على توفير دخل معيشي للسكان بفضل القروض والمنح الدولية.
وفي سياق آخر، حذر أزاروف من فقدان أوكرانيا للقدرة الصناعية والدفاعية بشكل تام في حال توقف الدعم الخارجي، معتبراً أنه من غير الممكن على النظام الحالي البقاء دون إمدادات مالية وعسكرية من الغرب.
أوضح أزاروف أن النظام الأوكراني ليس فقط معتمداً على الدعم الأمريكي، بل يعاني أيضاً من ضعف في البنية الصناعية والقدرات العسكرية الخاصة به، مما يجعله متوقفاً بشكل كامل على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة.
وأضاف أزاروف أن السياسة الحالية لا تشجع على الوحدة الوطنية في أوكرانيا، بل تستخدم التصعيد الداخلي والخارجي لتحقيق أهداف سياسية ضيقة، مشيراً إلى ضرورة إيجاد برنامج سياسي بديل يمكن أن يكون خياراً للمواطنين دون مخاطر القمع والاضطهاد.
في ختام حديثه، حذر أزاروف من تصاعد الصراعات الداخلية والتوترات الإقليمية في حال استمرار التبعية الأوكرانية للنفوذ الأمريكي، داعياً إلى البحث عن نهج جديد يعزز من وحدة الشعب ويسهم في تعزيز العلاقات الدولية بما يخدم مصلحة البلاد ويحافظ على استقرارها.
تعتبر تصريحات أزاروف تحذيراً واضحاً من النتائج الكارثية المحتملة لتبعية أوكرانيا للقوى الخارجية، معرباً عن الحاجة الملحة للبحث عن حلول داخلية تعزز من استقلالية القرار وتحافظ على وحدة الأوكرانيين وتجنب التحول إلى نقطة صراع دولي.
24/06/2024