لا يحمل جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني المحسوب على اليمين المتطرف، والمرشح لتصدر الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها في فرنسا، الكثيرَ من الود تجاه المهاجرين، الذين تعهد بالحد من تدفقاتهم وتوعد بطرد غير النظاميين منهم، لكنه، إلى جانب أصوله المهاجرة من إيطاليا والجزائر، يملك جدا مُهاجرا مُقيما بالمغرب.
هذا المعطى كشف عنه تحقيق لمجلة “جون أفريك” الفرنسية، والذي أوضح أن جده لوالده، غيرينو بارديلا، لا زال على قيد الحياة، ويقيم حاليا بمدينة الدار البيضاء، حيث يعمل نجارا، بل إنه أشهر إسلامه وتزوج من سيدة مغربية، ويستفيد من تصريح إقامة طويل الأمد منذ سنة 2016 في إطار التجمع العائلي.
وحسب المجلة، فإن جد زعيم اليمين المتطرف في فرنسا، إيطالي الأصل، ولد سنة 1944 في أفاتو بإقليم لاتسيو، ووصل إلى فرنسا يافعا سنة 1960 بحثا عن مستقبل أفضل، وفي عام 1963 تزوج من فتاة تدعى ريجان مادا، وهي ابنة مهاجر جزائري اسمه مُحند الصغير مادا، واللذان سيُنجبان طفلا سنة 1968 أطلقا عليه اسم وليفيي، هو والد جوردان.
ولم تستمر تجربة الزواج بالنسبة للجد، الذي سيُغادر فرنسا بعد طلاقه بحثا عن حياة جديدة في المغرب، وهناك سيتزوج من شابة اسمها حكيمة، وسيعمل نجارا وسيُكون أسرة جديدة، ووفق “جون أفريك” فإن الرجل البالغ من العمر 80 عاما يعيش الآن في هدوء بحي بوركون في الدار البيضاء، وفي سنة 2016 حصل على تصريح إقامة مدته 10 سنوات.
التحقيق يقول إن غيرينو بارديلا سبق له مرارا الحصول على تصاريح الإقامة من السلطات المغربية، ويستفيد من تصريح طويل الأمد استنادا إلى القوانين المنظمة للتجمع العائلي، وهو معروف بكونه نجارا ماهرا يعمل أساسا لصالح الجاليات الأجنبية والأثرياء المغاربة، ومُسجل في المملكة كمواطن إيطالي، كم أنه من الوجوه المعروفة بمطعم Chez Massimo الذي ترتاده الجالية الإيطالية بالدار البيضاء.
ويتفادى بارديلا الحديث عن أصوله المغاربية، وخصوصا نسبه إلى الجزائر من ناحية جده المنحدر من منطقة القبائل، كما لم يأتِ على ذكر جده الذي اختار الاستقرار في المغرب منذ عقود، وفي المقابل يتحدث كثيرا عن أصوله الإيطالية التي يستعملها في خطابه السياسي للترويج إلى نموذج استيعاب المهاجرين الذي يطمح له.
ولم يتردد بارديلا في الحديث عن نواياه تجاه المهاجرين وذوي الأصول غير الفرنسية، ما يشمل حرمانه من تولي المناصب العمومية المهمة، وتشديد قوانين التجمعات العائلية، وإلغاء قانون “حق الأرض” الذي يتيح لأي طفل مولود على الأراضي الفرنسية من أبوين أجنبيين الحصول على الجنسية تلقائيا في سنة الـ18 إذا كان مقيما في البلاد أو عاش فيها لـ5 سنوات على الأقل منذ أن بلغ سن الـ11.
وبالإضافة إلى ذلك يتعهد بارديلا بإلغاء اتفاقية 1968 بين فرنسا والجزائر، التي تتيح للجزائريين السفر والعمل والعيش على الأراضي الفرنسية بناء على شروط تمييزية، كما أنه يضع ضمن أولوياته طرد المهاجرين غير النظاميين، وإيقاف عمليات تسوية أوضاعهم، وتجريم الإقامة غير الشرعية على الأراضي الفرنسية.
كواليس الريف: متابعة
29/06/2024