في أول تعليق رسمي من تونس على المبادرة الجزائرية التي تدعو إلى عقد لقاءات تشاورية مغاربية دون المغرب، نفى وزير الخارجية التونسي نبيل عمار أن تكون هذه المبادرة بديلاً عن اتحاد المغرب العربي. جاء هذا التصريح بعد موجة من الانتقادات الداخلية التي طالت التنسيق الإقليمي. وأوضح عمار في حوار مع صحيفة “الصباح” التونسية، أن اللقاءات الثنائية بين تونس وليبيا والجزائر تهدف إلى تعزيز العلاقات وتفعيل التعاون المشترك من خلال خطط جديدة تركز على التنمية والشراكة الاستراتيجية، مع التأكيد على أن هذه الاجتماعات ليست بديلاً عن الاتحاد المغاربي الذي تظل تونس والدول الأعضاء تسعى لتفعيله رغم الصعوبات.
من جانبها، كانت الجزائر تسعى منذ مطلع مارس 2024 إلى بناء تنسيق مغاربي جديد يستثني المغرب، ويضم موريتانيا. وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن الرئيس عبد المجيد تبون اقترح صيغة لم يكشف عنها، وعرضها على القادة المغاربيين في جولاته الأخيرة. وفي مؤتمر الغاز الذي عقد في الجزائر، أعلن عطاف عن اجتماع قادم على مستوى القادة لمناقشة هذه المبادرة.
في المقابل، أثار هذا التوجه حفيظة بعض الدول. فقد أبدت موريتانيا رفضها المشاركة في الآلية الجديدة، كما انتقد المؤرخ التونسي عبد اللطيف الحناشي استبعاد المغرب وموريتانيا، معتبراً أن هذه الخطوة قد تقوض اتحاد المغرب العربي. الحناشي حذر من أن هذه المبادرة قد تُدخل المنطقة في واقع جديد لا يتماشى مع تاريخها وحاضرها، مشيراً إلى أهمية العودة إلى الاتفاقات السابقة كحل للنزاعات الإقليمية.
25/07/2024