تتصاعد التوترات بين التنظيمات السياسية في مدينة سبتة المحتلة والحكومة المركزية في مدريد حول قضية زيارة الملك فيليبي السادس إلى المدينة. يشير السياسيون في سبتة إلى أن عدم قيام الملك بزيارة المدينة يعزى إلى “أسباب دبلوماسية وجيوسياسية” تُبقيه بعيدًا عن الثغر المغربي، وهو ما فُسر على أنه محاولة لتجنب إزعاج المغرب. وتعبر هذه المطالب عن استياء من الاستثناء الذي تعرضت له المدينة من برنامج الزيارة الملكية، كما أشار إلى ذلك النائبة المحلية جوليا فيريراس.
في المقابل، تسعى أطراف سياسية في سبتة ومليلية إلى مواجهة الحكومة الإسبانية بطلبات تؤكد ضرورة زيارة الملك فيليبي السادس للمدينتين اللتين تتمتعان بالحكم الذاتي. يشدد هؤلاء على أن المدينتين يجب أن تحظيا بنفس الاهتمام الملكي باعتبارهما جزءًا من التراب الإسباني. وقد أثار هذا الموضوع اهتمامًا واسعًا، حيث يعكس الصراع السياسي الداخلي بين اليمين واليسار الإسباني، خاصة في ظل العلاقات المتينة بين المغرب وإسبانيا التي تم تأكيدها في سنة 2022.
وفي سياق التحليل، يعتبر المتخصص في الشأن الإسباني عبد الحميد البجوقي أن هذه القضية تعد جزءًا من الصراع السياسي الداخلي الإسباني، حيث يحاول اليمين استخدام قضية سبتة ومليلية لانتقاد الحكومة الاشتراكية الحالية بقيادة بيدرو سانشيز. يرى البجوقي أن الحكومة الإسبانية الحالية تتجنب الزيارات التي قد تسبب توترات مع المغرب، مشيرًا إلى أن التوتر الداخلي هو الذي يسبب استحضار المغرب في النقاشات السياسية.
29/07/2024