تشهد جهة الشرق في المغرب نمواً ملحوظاً في قطاع الرقمنة وترحيل الخدمات “الأوفشورينغ”، مستفيدة من مواردها البشرية المؤهلة والبنية التحتية المتطورة. هذه الجهة تضم مراكز تكوينية حديثة ومؤسسات تعليمية رائدة مثل جامعة محمد الأول في وجدة، بالإضافة إلى 36 مؤسسة تكوينية تابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، مما يعزز من إمكانياتها في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
تتواجد بنية تحتية متطورة لاستقبال الشركات في هذا القطاع، مثل محطة “وجدة شور” التي تقدم مكاتب مجهزة بمعايير دولية، مما يجذب استثمارات كبيرة ويساهم في خلق ميزة تنافسية للجهة. كما أن التكلفة التنافسية للإيجار واليد العاملة تعزز من جاذبية الجهة للشركات الدولية.
وأكد رشيد رامي، مدير قطب التحفيز بالمركز الجهوي للاستثمار، أن التطور في هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة يرجع إلى تحسين وسائل الاتصال والبنية التحتية، وتوفر الكفاءات البشرية المدربة في مختلف المجالات المتعلقة بالرقمنة والأمن السيبراني. كما أشار إلى أن الميثاق الوطني للاستثمار يقدم تحفيزات مهمة، مما يعزز من جاذبية الجهة للاستثمارات.
وبفضل موقعها الاستراتيجي وشبكة المواصلات القوية التي تشمل مطارين دوليين وشبكة طرق وسكك حديدية، تظل جهة الشرق محطة واعدة للاستثمار في مجالات الرقمنة وترحيل الخدمات، مما يعزز من تطور الاقتصاد المحلي ويوفر فرصاً واسعة للنمو المستقبلي.
مدينة بركان تعد مثالاً نموذجياً في مجال رقمنة التراب والإقليم، حيث نجحت في تحديث البيانات ودعم اتخاذ القرارات بناءً على معطيات ميدانية، مما جعلها تتميز كمدينة ذكية. هذا التطور جاء نتيجة لمجموعة من المشاريع الرقمية التي تشهدها المدينة.
وفي نفس السياق، تم إطلاق عدة مبادرات في جهة الشرق لتلبية الطلب المتزايد على مهارات البرمجة والترميز، أبرزها مشروع “Zone 01″. هذا المشروع يهدف إلى تدريب حوالي 4000 شاب وشابة في مجالات البرمجة والرقميات، باستخدام أحدث الأدوات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي و”Blockchain” والبيانات الضخمة. وأوضح جواد بن عدي، المسؤول عن مركز التميز في تطوير المهارات الرقمية “Zone 01 Oujda”، أن هذا المركز، الذي تم إحداثه بالشراكة مع عدة جهات حكومية وأكاديمية، يستهدف دعم وتكوين وتشغيل المواهب الشابة في البرمجة.
المركز يقدم تدريباً على مدى 18 شهراً في فضاء مجهز بأحدث التقنيات، مع ضمان فرص الشغل على المستوى الدولي. كما تخطط شركة عملاقة أخرى لإطلاق مشروع ترحيل خدمات (الأوفشورينغ) والتحول الرقمي في وجدة، مما سيوفر حوالي 400 فرصة عمل إضافية ويدفع بعجلة التنمية في المنطقة.
هذا التطور جذب اهتمام العديد من المستثمرين الذين يبحثون عن بيئة استثمارية مناسبة، حيث افتتحت مجموعة فرنسية مركز نداء في وجدة، مما أدى إلى خلق 100 وظيفة جديدة، وهو مثال على الفرص التي توفرها الجهة للمستثمرين.
30/07/2024