تقدم وثيقة سرية للاستخبارات الأمريكية تعود إلى مكتب الاستخبارات والبحث “INR” لعام 1975، والتي رُفعت عنها السرية في عام 2012، تفاصيل مهمة حول نزاع الصحراء والأدوار التي تلعبها الأطراف المعنية، بما في ذلك الدور الجزائري. تكشف الوثيقة أن الجزائر لها أهداف أعمق من مجرد دعم “الحق في تقرير المصير” كما تدعي، وتشير إلى أنها تستخدم جبهة البوليساريو كوكيل لتعزيز نفوذها في المنطقة.
من منظور المغرب، تعتبر الوثيقة أن الرباط ترى الصحراء جزءًا من أراضيها التاريخية والثقافية والدينية. وتؤكد أن المغرب يملك شرعية تاريخية ليس فقط على الصحراء ولكن أيضًا على موريتانيا وأجزاء من الجزائر. تُبرز الوثيقة أن المغرب لم يتخل عن مطالبته بموريتانيا إلا مؤخرًا، ما يعكس تمسكه القوي بمنطقة الصحراء كوسيلة لتعويض الخسائر الترابية السابقة.
كما تسلط الوثيقة الضوء على أن الصحراء تُعتبر قضية وطنية حيوية للمغرب، حيث ساهمت في تحقيق نوع من الوحدة الوطنية وتعزيز استقرار النظام السياسي للملك الحسن الثاني، خاصة بعد تعرض البلاد لفترات من الاضطرابات والانقلابات.
فيما يخص الجزائر، تشير الوثيقة إلى أن الجزائر كانت تعارض في البداية تقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا، لكنها انتقلت بعد ذلك إلى دعم جبهة البوليساريو، مما حولها إلى ذراع ووكيل للجزائر في المنطقة، بهدف تعزيز نفوذها الإقليمي ومعارضة التوسع المغربي.
توضح هذه الوثيقة الأبعاد المعقدة والمتشابكة لنزاع الصحراء، وتسهم في فهم أعمق لدوافع وأهداف الأطراف الرئيسية المشاركة فيه.
03/08/2024