أعربت أصوات من مختلف أنحاء العالم عن قلقها الشديد ، إزاء التصعيد في الاعتقالات في فنزويلا عقب الانتخابات التي أثارت جدلاً واسعاً، والتي أُجريت نهاية الأسبوع المنصرم. وفي تصريحات له يوم الأحد من الفاتيكان، أشار البابا فرنسيس إلى أن فنزويلا تعاني من أزمة خطيرة، داعياً جميع الأطراف المعنية إلى السعي لتحقيق الحقيقة وتجنب كافة أشكال العنف. جاءت تصريحات البابا بعد ساعات من إعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن اعتقال ألفي معارض، حيث تعهد مادورو في تجمع حاشد في العاصمة كاراكاس بالقبض على المزيد وإيداعهم السجن.
وفي وقت لاحق، عبر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فينر، خلال مشاركته في برنامج “واجه الأمة” على شبكة “سي.بي.إس”، عن قلق إدارة بايدن من أن تؤدي هذه الاعتقالات إلى تفجر اضطرابات أوسع نطاقاً. وأضاف فينر أن هناك مخاوف بشأن احتمال تفاقم عدم الاستقرار في حال استمرار الاعتقالات. من جهة أخرى، أعرب قادة عدة دول أوروبية، منها فرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا، في بيان مشترك عن ضرورة احترام حقوق جميع الفنزويليين، وخاصة الزعماء السياسيين، مؤكدين إدانته الشديدة لأي اعتقالات أو تهديدات تستهدفهم.
وكانت السلطات الفنزويلية قد أعلنت فوز مادورو في الانتخابات الأخيرة، إلا أنها لم تقدم بعد إحصاءات الأصوات لإثبات فوزه بشكل رسمي. من جانبها، تدعي المعارضة أن لديها أوراق فرز الأصوات التي تثبت فوزها، حيث أشار تحليل أجرته “أسوشيتد برس” إلى أن مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس حصل على دعم أكبر بكثير مما زعمت الحكومة، مما يثير الشكوك حول صحة الإعلان الرسمي عن فوز مادورو. وفي ظل هذه الأوضاع، اختبأ غونزاليس وزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، خوفاً من الاعتقال أو القتل، حيث كانا قد تعرضا لتهديدات مسبقة بالسجن.
في الأيام التي تلت الانتخابات، اعتقلت الحكومة المئات من أنصار المعارضة الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً، وتحدت ماتشادو هذه التهديدات بتوجيه كلمة في تجمع حاشد للمعارضة في كاراكاس يوم السبت، قبل أن تُنقل لاحقاً على دراجة نارية. وفي هذا السياق، صرحت ماتشادو أمام الحشد: “بعد ستة أيام من القمع الوحشي، يظنون أنهم سيتمكنون من إسكاتنا أو تخويفنا، ولكن وجود كل واحد منكم هنا اليوم هو أفضل ما في فنزويلا”.
وبعد ساعات من ذلك، جدد مادورو تهديده باعتقال غونزاليس لعدم حضوره اجتماع المجلس الانتخابي، الذي يخضع لسيطرة مادورو بالكامل. وأكد مادورو أن غونزاليس يواجه عواقب قانونية خطيرة بسبب مخالفته للدستور والمحاكم والقانون. كما تعهد مادورو بالاستمرار في استخدام سياسة اليد الثقيلة ضد معارضيه، مؤكداً أن ألفين منهم قد اعتقلوا بالفعل، معبراً عن نيته بعدم منح أي عفو هذه المرة، بل استخدام سجن توكورون سيئ السمعة.
وكالات :
05/08/2024