استعاد الحزب الاشتراكي بقيادة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز السيطرة على الحكومة الكاتالونية بعد أن تولت حكومة جديدة مهامها يوم الاثنين، منهية فترة 14 عامًا من حكم الانفصاليين في الإقليم الواقع شمال شرق إسبانيا. ويترأس الحكومة الجديدة سلفادور إيلا، وزير الصحة السابق في حكومة سانشيز خلال ذروة جائحة كوفيد-19، حيث تتألف الحكومة من 16 وزيرًا معظمهم من التكنوقراط، إلى جانب شخصيات معتدلة من حزب اليسار الجمهوري لكاتالونيا.
وفي أول تصريح له بعد أداء الوزراء لليمين، أكد إيلا أن حكومته ستكون “لجميع الكاتالونيين”، مشددًا على التزامها بخدمة كافة شرائح المجتمع. وجاء تشكيل هذه الحكومة بعد فوز الحزب الاشتراكي الكاتالوني، الفرع الإقليمي للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، في الانتخابات الإقليمية التي جرت في 12 مايو، لكنه لم يتمكن من تحقيق الأغلبية المطلقة في المجلس، مما اضطره للدخول في مفاوضات مكثفة مع أحزاب أخرى.
بعد أسابيع من المفاوضات، نجح إيلا في تأمين دعم حزب صغير من اليسار المتطرف، إضافة إلى حزب اليسار الجمهوري لكاتالونيا، الذي يُعتبر أكثر اعتدالًا بين الأحزاب الانفصالية. وقد أثار هذا النجاح ردود فعل متباينة، حيث يرى أنصار سانشيز أن هذه الخطوة تعكس استراتيجيته في تقليص نفوذ الانفصاليين عبر تقديم تنازلات هامة، منها العفو عن المشاركين في محاولة الانفصال عام 2017. ومع ذلك، يواجه هذا التوجه معارضة شديدة من الأحزاب اليمينية وبعض الاشتراكيين الذين يعتبرون أن منح كاتالونيا السيطرة الكاملة على الضرائب يشكل تهديدًا لوحدة إسبانيا ومصدرًا كبيرًا للإيرادات الوطنية.
13/08/2024