تشهد العديد من الجماعات الترابية في المغرب أزمة حادة في توظيف الكوادر الصحية، حيث سجلت نتائج مباريات التوظيف التي نظمت لفائدة مصالح حفظ الصحة غيابًا تامًا للمتقدمين. وبرزت عبارة “لا أحد” بشكل لافت في نتائج هذه المباريات، خصوصًا في جماعات طاطا وبرشيد وبركان والدريوش. هذا الفشل في توظيف أطباء، ممرضين، وتقنيي صحة من الدرجة الأولى يعكس تفاقم الخصاص في الموارد البشرية الضرورية للحفاظ على الصحة العامة، إذ لم يتقدم أي إطار صحي لاجتياز المباريات، فيما فضل البعض الآخر عدم المشاركة في الاختبارات الكتابية.
تفشي ظاهرة نقص الأطباء والممرضين وتقنيي الصحة في الجماعات الترابية يعزى إلى التقاعد الجماعي لأعداد كبيرة من الأطر الصحية واستقالة آخرين للانتقال للعمل في القطاع الخاص. وباتت بعض الجماعات تعاني من غياب تام للأطباء، ما يفاقم الوضع الصحي المتدهور، خاصة مع زيادة الأعباء والمسؤوليات الملقاة على عاتق هذه المصالح. ويرتبط هذا النقص في الكوادر الصحية بضعف التحفيزات المالية والمهنية مقارنة بما هو متاح في القطاع الخاص، مما أدى إلى عزوف الكفاءات عن التقديم لهذه الوظائف.
في محاولة لسد هذا الخصاص، أصدر وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت مذكرة لرؤساء الجماعات الترابية، تدعوهم لانتداب موظفين لتدريبهم في مهن التمريض وتقنيات الصحة، بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية. غير أن هذه المبادرة لم تلقَ استجابة كافية بسبب نقص المعلومات حول طبيعة التكوين والمزايا المرتبطة بهذه المهام الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالتحفيزات المالية والترقية. ومع تفاقم هذه الأزمة، يبقى الحفاظ على الصحة العامة في خطر، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لتحسين شروط العمل وجذب الكوادر الصحية اللازمة لضمان سلامة المواطنين.
13/08/2024