أدى تشديد الإجراءات الأمنية في شمال المغرب إلى انخفاض ملحوظ في محاولات الهجرة السرية باستخدام الدراجات المائية “الجيت سكي” للوصول إلى مدينة سبتة المحتلة أو السواحل الجنوبية لإسبانيا. هذا التشديد دفع شبكات الاتجار بالبشر إلى تكثيف جهودها للبحث عن وسائل بديلة لتحقيق أهدافها، مستغلة رغبة الشباب في الهجرة غير النظامية لتحقيق مكاسب مادية، حيث تُعد “الجيت سكي” من أبرز الوسائل التي تلجأ إليها تلك الشبكات.
ورغم استمرار استخدام “الجيت سكي” في عمليات تهريب المهاجرين، إلا أن الناشطين الحقوقيين أشاروا إلى انخفاض وتيرة هذا الأسلوب خلال العام الحالي مقارنة بالسنوات الماضية. ويرجع هذا الانخفاض إلى الإجراءات المشددة التي اتخذتها القوات البحرية المغربية والإسبانية، بما في ذلك تسيير دوريات بحرية باستخدام فرقاطات وزوارق مطاطية سريعة لمراقبة التحركات على السواحل الشمالية. ومع ذلك، لا تزال “الجيت سكي” تُعد وسيلة مفضلة للمهاجرين بسبب قدرتها على المناورة وصعوبة رصدها وإيقافها.
من جهته، أكد محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن صعوبة التمييز بين استخدام “الجيت سكي” لأغراض ترفيهية أو لتهريب المهاجرين تُعقد مهام السلطات الأمنية، خاصة في فصل الصيف. وأوضح أن الشبكات الإجرامية تستغل كثافة الضباب خلال شهر أغسطس للتخفي عن أجهزة المراقبة المتطورة، مما يزيد من التحديات أمام السلطات في الحد من هذه الظاهرة. وعلى الرغم من التكلفة العالية التي تفرضها هذه الشبكات على المهاجرين، إلا أن الطلب على “الجيت سكي” لا يزال مرتفعاً، مما يعكس استمرار نجاح هذه الوسيلة في تحقيق أهدافها.
18/08/2024