بعد أيام قليلة، تكون قد مرت سنة على وقوع زلزال الحوز، ولا تزال الساكنة المتضررة تعيش في الخيام وفي ظروف جد صعبة، وهو ما يخرجها للاحتجاج إلى غاية اليوم.
ورغم النداءات المستمرة من طرف الأسر المتضررة ومن طرف هيئات سياسية وحقوقية ونقابية، إلا أن إعادة إيواء ضحايا الزلزال تسير ببطء شديد، في الوقت الذي تثار انتقادات واسعة لطريقة توزيع الدعم المخصص للضحايا.
واحتجاجا على الوضع المزري الذي تعيشه منذ حوالي سنة، تستعد ساكنة ثلاث نيعقوب لتنظيم وقفة احتجاجية سلمية يوم 28 غشت الجاري، في خضم الذكرى الأولى للحدث الأليم الذي هز المنطقة، وقلب حياة الناس رأسًا على عقب.
ويحتج أهالي المنطقة للتعبير عن الغضب والألم، وللمطالبة بالكرامة الإنسانية في مواجهة التحديات والصعاب، وإعلاء الأصوات تنديدًا بتدهور الأوضاع على جميع الأصعدة، سعيًا لتحقيق العدالة الاجتماعية.
وتسلط بلاغات وتقارير وطنية ودولية الضوء باستمرار على معاناة ضحايا الزلزال. وسجلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في البلاغ الأخير لمكتبها المركزي، بأسى كبير، تماطل الدولة في إعادة تعمير المناطق المتضررة من الزلزال، خاصة وأن مجموعة من المناطق المتضررة لم تستفد من أي دعم من طرف الجهات المسؤولة.
واحتجت الجمعية، بغضب شديد، على التعامل القمعي للسلطات المعنية مع السكان، وعلى لجوئها إلى اعتقال مجموعة من النساء من طرف قيادة الدرك الملكي بجماعة أجوجاك، بناء على طلب تقدم به خليفة قائد المنطقة، الذي تشير له أصابع الاتهام في كونه أحد المسؤولين عن مجموعة من التلاعبات اللاقانونية فيما يخص الدعم المقدم للسكان، ليتم فيما بعد إطلاق ثلاثة منهن و الاحتفاظ بمواطنة واحدة رهن الاعتقال، وإدانتها.
وفي تقرير حديث له، سجل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أنه وبعد أكثر من عشرة أشهر من وقوع الزلزال، يتطور الوضع ببطء فيما يتعلق بإزالة الأنقاض وإعادة الإعمار. ولا تزال العديد من الأسر تعيش في ظل العواقب المدمرة للزلزال، ولا تزال الصدمة حاضرة بقوة.
وسجل التقرير أن العديد من ضحايا زلزال الحوز لا يزالون يعيشون في مخيمات قريبة من منازلهم أو مواقع نزوح جماعية أو ملاجئ غير رسمية، تفتقر إلى المرافق الأساسية، وإلى الكهرباء والمياه، والصرف الصحي المناسب، والأمن والخصوصية.
ونبه الاتحاد الدولي له إلى أن ضحايا الزلزال معرضون لعدة مخاطر، على رأسها خطر انتشار الأمراض، مع تعطل خدمات الرعاية الصحية الأولية، والافتقار لمصادر دخل تضمن العيش الكريمة.
18/08/2024