جددت الجزائر تأكيد موقفها بشأن نزاع الصحراء المغربية في كلمة ألقاها وزير خارجيتها، أحمد عطاف، خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي (سادك) الذي أُقيم في الجزائر. واستعرض عطاف، أمام سفراء الدول الأعضاء في المنظمة، موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية ونزاع الصحراء، مشددًا على أن الجزائر تظل داعمة لحق الشعوب في تقرير مصيرها، وموحدة في مواجهة الظلم والهيمنة، سواء في أفريقيا أو خارجها. وقد أشار عطاف إلى أن الجزائر تواصل تقديم الدعم “الثابت” للشعب الصحراوي، الذي وصفه بأنه “آخر مستعمرة في أفريقيا”، محاولًا إبراز بلاده كمدافع رئيسي عن القضايا العادلة في القارة.
تأتي تصريحات وزير الخارجية الجزائري في وقت تمكنت فيه المملكة المغربية من تحقيق اختراق دبلوماسي كبير داخل مجموعة “سادك”. ففي رد سابق على التدخل الجنوب أفريقي في نزاع الصحراء، أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، أن نصف أعضاء المجموعة سحبوا اعترافهم بما يُعرف بـ”الجمهورية الصحراوية الوهمية”، فيما فتح ثلثهم قنصليات في مدينتي الداخلة والعيون المغربيتين، مما يشير إلى تحول كبير في مواقف بعض دول المجموعة تجاه النزاع.
هذا التقدم المغربي في “سادك” يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية في تحييد بعض الدول الأعضاء في المجموعة، ما يزيد من عزلة البوليساريو والجزائر في المحافل الأفريقية والدولية. ورغم مساعي الجزائر لحشد الدعم لطرحها في نزاع الصحراء، يبدو أن المغرب يواصل تعزيز مواقعه على الساحة الأفريقية، مما قد يعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة.
19/08/2024