مع مرور قرابة شهر على حادث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وأحد مرافقيه على يد إسرائيل، تستمر طهران في إطلاق التهديدات دون أن تحقق أي منها على أرض الواقع. الهجوم الذي وقع في 31 يوليو الماضي، عقب مشاركة هنية في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، أثار الكثير من التساؤلات حول قدرة إيران وحزب الله، ذراعها العسكري في لبنان، على الرد على إسرائيل.
منذ ذلك الحين، تعالت الأصوات في إيران مهددة بالانتقام، إلا أن تلك التهديدات لم تتعدَ التصريحات الإعلامية، في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية ضد المدنيين الأبرياء في غزة ومناطق أخرى. وبينما يراقب العالم هذه التطورات، يتزايد الاعتقاد بأن طهران تستخدم هذه التهديدات كوسيلة لبث الخوف في صفوف الإسرائيليين، دون أن تملك القدرة الفعلية على الرد في الوقت الحالي أو القريب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المواقف ليست الأولى من نوعها، حيث سبق لإيران أن أصدرت تهديدات مماثلة بعد مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في هجوم أمريكي إسرائيلي عام 2020. وعلى الرغم من تلك الوعود بالانتقام، لم ترَ الساحة الدولية أي رد حقيقي، مما يثير التساؤلات حول جدية إيران في تنفيذ تهديداتها، وهل علينا انتظار نهاية القرن الحالي لنرى ردها المنتظر، أم أن التاريخ سيطوي هذه الصفحة دون أي تغيير في الوقائع ؟
26/08/2024