شهدت جماعة بنطيب، بإقليم الدريوش، خلال الايام القليلة الماضية تحولات دراماتيكية على مستوى الساحة السياسية، كان أبرزها ظفر محمد أزروال، مرشح حزب التقدم والاشتراكية، الحاصل على مقعد واحد بالجماعة المذكورة ، برئاسة المجلس الجماعي، عوض الحركي محمد اليندوزي الذي كان الاقرب للرئاسة، بعد عزل الرئيس السابق، محمد الفضيلي، المنتمي إلى حزب الحركة الشعبية، بعد قرار من المحكمة الإدارية، بناء على طلب من عامل الإقليم.
وفي الوقت الذي حاول فيه محمد الفضيلي، الذي تم عزله، تأمين تزكية حزبه لمرشحه المفضل، ياسين الرباني، إلا ان الأمين العام للحركة الشعبية محمد أوزين رفض هذا المقترح، ليفضل ترشيح محمد اليندوزي، بعد تدخلات البرلماني عبد الله أوشن، وقد كان اليندوزي يبدو انه الأقرب للظفر برئاسة المجلس، بدعم 11 عضوا من أصل 19، بعد أن كان المرشح المفضل لدى السلطة لتشكيل المكتب الجماعي الجديد.
ورغم عزله وتقدمه في السن، إلا أنه في لحظات حاسمة، تمكن محمد الفضيلي، من قلب الطاولة، بأسلوبه السياسي الماكر، حيث نجح في اختراق تحالف محمد اليندوزي، ليستطيع إقناع أعضاء بتغيير وجهتهم والانضمام إلى دعم محمد أزروال، مرشح حزب التقدم والاشتراكية، ليساهم في فوز أزروال برئاسة المجلس.
وفي خضم هذا الصراع السياسي، وبعد الهزيمة القاسية التي تجرعها اليندوزي، على يد الفضيلي ولو بشكل غير مباشر، علمت “كواليس الريف” أن اليندوزي و عبد اللطيف القادري، النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي والعضو بنفس الجماعة، قاما بتقديم شكاية إلى الوكيل العام لدى محكمة جرائم الأموال بفاس، ضد محمد الفضيلي متهمين إياه بتبديد المال العام واستغلال النفوذ، مستندين إلى التقرير الذي أنجزته المفتشية العامة لوزارة الداخلية خلال زيارتها الأخيرة للجماعة، والذي بسببه تم عزل الفضيلي من رئاسة المجلس الجماعي لبنطيب ، كما إستند اليندوزي والقاديري في شكايتهما إلى وثائق ومستندات أخرى ، لم يذكرها تقرير وزارة الداخلية .
14/09/2024