أثارت تحركات المغرب الأخيرة في ملف الهجرة غير النظامية جدلاً واسعاً في إسبانيا، حيث عبّرت وزارة الداخلية الإسبانية ومدينة سبتة عن ارتياحها لتدخل القوات المغربية لمنع محاولة دخول جماعية لشباب وقاصرين إلى المدينة، بعد دعوات منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. غير أن الإعلام الإسباني وخبراءه قدموا قراءة مختلفة، مليئة بالتعالي وتحليلات تشير إلى أن إسبانيا تعتبر نفسها في موقع أفضل من المغرب. يوم الاثنين 16 شتنبر 2024، ظهر هذا النهج بوضوح في البرنامج الصباحي على القناة العمومية “لا أونا”، بعد أن بدأ منذ يوم الأحد في الصحافة الإسبانية.
صحفيو القناة الأولى الإسبانية وصفوا تدخل المغرب بأنه نوع من “الابتزاز”، معتبرين أن الرباط تستطيع وقف الهجرة متى أرادت وتشجيعها متى شاءت. أحد المحللين أكد أن الأحداث الأخيرة أثبتت قدرة المغرب على التحكم في تدفق المهاجرين، فيما أشار آخرون إلى أن وجود القنوات الإسبانية على الجانب المغربي من الحدود جاء بموافقة الرباط، مما يعني أن المغرب يراقب الأمور بدقة. كما وُجهت انتقادات للأنظمة مثل المغرب التي تتهم بابتزاز الاتحاد الأوروبي في هذا الملف، مع تلميحات إلى قضية الصحراء ودورها في هذه اللعبة السياسية.
ورغم أن الإعلام الإسباني لم يتطرق إلى ما تدفعه دول مثل بريطانيا لفرنسا أو ما تحصل عليه تركيا من الاتحاد الأوروبي، فإن المغرب يُقدم في الخطاب الإعلامي الإسباني بصورة أقل مما يحصل عليه الآخرون. الصورة التي ظهرت يوم الأحد لشباب وقاصرين يحاولون الهجرة أُعتبرت في الصحافة الإسبانية “فضيحة” للمغرب، لكنها أيضاً كشفت جانباً من العقلية المتعالية التي يتبناها الإعلام الإسباني في قراءة الأحداث.
16/09/2024