شهد لبنان أمس الثلاثاء سلسلة من الانفجارات الغامضة التي طالت الآلاف من أجهزة النداء “البيجر” المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، مما أثار حالة من الفوضى خاصة في المستشفيات التي امتلأت بمئات المصابين. هذا الهجوم الذي وُصف بالتاريخي ألقى حزب الله بمسؤوليته على إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه العملية تحمل رسالة واضحة “نطالكم أينما كنتم”. الهجوم غير المسبوق يكشف عن مستوى متقدم من التخطيط والتحضير، ويعكس تحولاً نوعياً في الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
راندا سليم، مديرة برنامج حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، أكدت أن هذا الهجوم يمثل تحولاً كبيراً، فهو لا يستهدف الحدود كما كان في السابق، بل امتد إلى منازل ومناطق تسوق عناصر حزب الله. وأضافت أن الرسالة الموجهة إلى قيادة الحزب هي “يمكننا الوصول إليكم في أي مكان”، مما سيسهم في إضعاف الروح المعنوية لدى عناصر الحزب. من جانبه، أوضح ديميتري ألبيروفيتش، رئيس مركز سيلفرادو بوليسي أكسيليريتور، أن الهجوم استهدف سلسلة التوريد بأكملها، حيث تم استبدال الأجهزة الأصلية بأخرى تحتوي على متفجرات وتفجيرها بشكل متزامن.
العملية التي وصفت بـ”التخريب الكلاسيكي” لاقت إشادة واسعة من قبل خبراء الأمن والاستخبارات، حيث اعتبرها الخبير الأمني مايك ديمينو عملية دقيقة استغرقت شهورًا لتنفيذها، مشيرًا إلى أن العملاء الإسرائيليين تمكنوا من اختراق سلسلة التوريد الخاصة بحزب الله. وأضاف ديمينو أن هذا الاختراق الكبير قد يشير إلى استعداد إسرائيلي لعمل عسكري أوسع نطاقًا، مما يزيد من تعقيدات الوضع في لبنان ويرسم ملامح مرحلة جديدة من التصعيد بين الطرفين.
18/09/2024