تزايدت المخاوف في مناطق الجنوب الشرقي للمغرب بشأن استدامة الموارد المائية، وذلك في أعقاب التساقطات المطرية الأخيرة. وبرز النقاش حول ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف زراعة البطيخ، التي يعتبرها العديد من الناشطين البيئيين تهديدًا حقيقيًا للفرشة المائية الضعيفة في المنطقة. إذ يشير المعنيون إلى أن زراعة هذا المحصول تستهلك كميات هائلة من المياه، مما يزيد من الضغط على موارد مائية تعاني بالفعل من شحٍّ ملحوظ.
وفي هذا السياق، يبرز لحسن رابح، ناشط بيئي، ليؤكد أن الاعتماد على التساقطات المطرية الموسمية لا يُعتبر مبررًا لاستمرار زراعة البطيخ. فهو يدعو إلى ضرورة تبني سياسات مستدامة لحماية الموارد المائية، مشددًا على أن تقليص المساحات المزروعة ليس حلاً كافيًا. ويطالب بحظر شامل لزراعة البطيخ في مناطق مثل طاطا وزاكورة وورزازات، حيث تأثرت الفرشة المائية بشكل كبير، محذرًا من أن الجفاف الذي تعاني منه المنطقة قد ارتبط بتوسع زراعة هذا المحصول.
من جانبه، يعتبر كريم الهروش، عضو جمعية “الأمانة لحماية البيئة”، أن الموضوع يتجاوز قضية زراعة البطيخ ليشمل إدارة شاملة للموارد المائية. ورغم ذلك، يُعد منع زراعة البطيخ خطوة ضرورية للحفاظ على التوازن البيئي. ويشدد الهروش على أهمية التدخل الحكومي لوضع قوانين صارمة لحماية الموارد المائية. بينما يحذر الحسين أوحساين، ناشط بيئي من زاكورة، من أن الحلول الجزئية لن تحل المشكلة من جذورها، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ قرار استراتيجي بوقف زراعة البطيخ بالكامل، إذ تحولت هذه الزراعة إلى تهديد وجودي للفرشة المائية، مما ينذر بكارثة بيئية إذا استمرت الأمور على حالها.
01/10/2024