منذ تعيينه على رأس عمالة إقليم الناظور، استطاع جمال الشعراني رسم مسار جديد للتنمية من خلال وضع اللمسات الأخيرة على مجموعة من اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية التي تستهدف تمويل مشاريع كبرى ومهيكلة , سيتم تنفيذها خلال الفترة الممتدة من 2025 إلى 2027.
تأتي هذه المبادرات استجابة لتوجيهات خطاب الملك محمد السادس بمناسبة تخليد ذكرى عيد العرش ، خاصة في مجال الماء، باعتباره محوراً أساسياً للتنمية المستدامة.
على النقيض من ذلك، لا يزال إقليم الدريوش المجاور يعاني من بطء في وتيرة تنفيذ المشاريع التنموية، فرغم مرور أكثر من ست سنوات على تعيين عامل الإقليم، محمد روشدي، إلا أن التنمية في المنطقة لم تشهد أي تقدم يُذكر، وهو ما أثار استياء العديد من المنتخبين وفعاليات الإقليم، خاصة الشباب الذين أصبحوا يفكرون في الهجرة السرية بحثا عن فرص أفضل، مما اصبح هذا الواقع يعكس غياب الانخراط الفعلي من عامل الإقليم في تنزيل التوجيهات الملكية وتفعيل مشاريع تعزز التنمية البشرية، ، وعلى خلاف من ذلك فرغم مرور حوالي عام فقط على تعيين عامل الناظور، الذي استطاع تفعيل مشاريع كبرى في وقت وجيز .
بعد انتهاء عامل إقليم الناظور من الدراسات التقنية اللازمة وإجراء المشاورات مع مختلف الشركات، انطلقت سلسلة من المشاريع الطموحة التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في الإقليم ، وتتنوع هذه المشاريع بين تحسين البنية التحتية، حماية البيئة، وتعزيز التنمية الاقتصادية. وبكلفة إجمالية تقدر بحوالي 820 مليون درهم، منها مساهمة مالية كبيرة من وزارة الداخلية، يعتبر هذا التحرك جزءاً من رؤية شاملة للنهوض بالإقليم.
ومن ضمنها حماية وتأمين بحيرة “مارتشيكا” من التلوث، لا سيما التلوث الناجم عن المياه العادمة، حيث تبلغ الكلفة التقديرية لهذا المشروع 300 مليون درهم، مما يعكس اهتماما كبيرا بالحفاظ على البيئة وضمان التنمية المستدامة للموارد الطبيعية.
وبالاضافة إلى ذالك، مشروع توسيع محطتي معالجة المياه العادمة ببني أنصار والناظور لرفع طاقتهما الاستيعابية، بتكلفة تقدر بـ180 مليون درهم، مما سيساهم في تحسين إدارة المياه العادمة وتقليل تأثيرها البيئي، مع إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة لري المساحات الخضراء في المدن الرئيسية بالإقليم، بكلفة تقدر بـ 40 مليون درهم.
كما أن مركز جماعة رأس الماء، سيشهد تهئية حضرية، حيث سيتم تخصيص 162 مليون درهم لتحسين البنية التحتية وتعزيز جاذبية المركز من خلال تحسين المشهد الحضري وتحديث الأحياء ناقصة التجهيز.
وفيما يتعلق بتطوير البنية التحتية المرورية، سيتم إنجاز جسر معلق عند تقاطع الطريق الوطنية رقم 16 والطريق الوطنية رقم 19 بمدخل مدينة الناظور، بهدف تخفيف الاختناقات المرورية وتحسين حركية السير. هذا المشروع سيكلف 150 مليون درهم، وهو جزء من رؤية متكاملة لتحسين شبكة الطرق في الإقليم، فقد تم تأمين دعم مالي إضافي من وزارة الداخلية بقيمة 42 مليون درهم، سيوجه 30 مليون درهم منه لفتح وتهيئة طرق جديدة بمدينة الناظور، و12 مليون درهم لبناء مستودع جديد للأموات.
اما بخصوص مشروع تهيئة مركز للتكوين في المهن الرقمية والتشفير الذي فتح أبوابه خلال الموسم الدراسي الحالي، هذا المشروع سيساهم في تزويد الشباب بمهارات عصرية يحتاجها سوق العمل، مما يعزز من فرصهم في الاندماج الاقتصادي، والذي لا يقل أهمية عن إعادة بناء المركب التجاري المغرب الكبير الذي أشرفت أشغاله على النهاية، حيث ستسهم هذه المنشأة في خلق حركية تجارية مهمة وتوفير فرص شغل جديدة للشباب.
02/10/2024