في تطور مثير يشغل الرأي العام المحلي بإقليم الحسيمة، تصاعدت الأحداث بشكل دراماتيكي بين رجل الأعمال البارز في مجال السياحة والعقار ، الملياردير الحسيمي خالد البشريوي، والبرلماني السابق “البامي” عزيز بنعزوز.
بدأت القصة عندما أقدم بنعزوز على شراء مركب صيد من البشريوي بمبلغ 200 مليون سنتيم ، ودفع له مبلغًا أوليًا قدره 30 مليون سنتيم، متعهداً بتسليم المبلغ المتبقي خلال فترة قصيرة، لكن مرت أكثر من سنتين دون وفاء بنعزوز بوعده، مما أدى إلى تفاقم التوتر بين الطرفين ، خصوصا وأنه البشريوي لم يحصل على أي ضمانة خلال بيعه مركب الصيد ، الذي حوله بنعزوز إلى مركب سياحي ، وتتحدث مصادر أهرى أن بنعزوز إحتال على البشريوي، في مبالغ مالية ضخمة أخرى في مشاريع وهمية .
البشريوي، الذي يعتبر من كبار رجال الأعمال في المنطقة، لم يتردد في السعي لاستعادة حقه. بعد مرور فترة طويلة على الموعدالمتفق عليه ، حيث بدأ يومه الأحد، باتخاذ خطوات تصعيدية للضغط على بنعزوز، وقام بتجنيد مجموعة من الأشخاص، بعضهم من ذوي السوابق القضائية ، معروفين في الشارع المحلي بإسم ( إحلوفن ) ، بهدف البحث عن البرلماني السابق ومعاقبته بأسلوبه الخاص ، وربما حتى إحتجازه .
رغم أن بنعزوز كان يتجول قبل مدة في مدينة الحسيمة بحرية وكسلطان ، إلا أن خوفه من “رجال” البشريوي دفعه إلى تغيير نمط حياته، حتى أصبح مقيماً بشكل يومي في منزله رفقة سيدة تزوجها من إحدى الحانات بميناء المدينة ، بعد أن طلق زوجته الأولى وأم عياله ، متوارياً عن الأنظار خوفاً من الوقوع في أيدي البشريوي أو من يعملون لصالحه.
يُذكر أن البشريوي لم يكن هذا هو الموقف الوحيد الذي تعرض فيه للاحتيال أو المشاكل القانونية، فقد سبق أن تورطت أسرته في قضية كبرى مرتبطة بالحجز على شحنة ضخمة من مخدر الكوكايين بالقرب من بوزنيقة، حيث تم اعتقال شقيقه قبل سنوات ، بعد ثبوت تورطه في تلك العملية ( طنين ونصف من الكوكايين ) وأدين ب 20 سنة سجنا .
وعلى الرغم من هذه القضايا المعقدة التي تلاحق البشريوي، فإنه لا يزال يحتفظ بمكانة كبيرة في الحسيمة، حيث يُعرف بأنه من أبرز الشخصيات الداعمة للمشاريع التنموية في المنطقة ، رغم إحتلاله لأجواء كبيرة من الواجهة البحرية وتحويلها إلى مشاريع عقارية ، وحصوله على رخص بناء غير قانونية في عهد رئيس جماعة الحسيمة السابق محمد بودرا ، كما أن عامل الحسيمة السابق كذلك فريد شوراق ، كان يحميه من أي مساءلة .
غير أن هذه المواقف الأخيرة تُلقي بظلالها على سمعة الرجل وعلى علاقاته بالمحيطين به، خاصة مع تزايد الأحاديث حول لجوئه إلى أساليب عنيفة لاسترداد أمواله ، كما يتهم أن الثروة الخيالية التي في حوزته ، هي من عائدات أموال شقيقه من أمه المعتقل ، على ذمة تهريب المخدرات .
06/10/2024