حقق مختبر طبي بالعاصمة الرباط إنجازًا غير مسبوق، إذ أجرى عملية تجميد أنسجة المبيض، مما يُعتبر الأول من نوعه في المملكة المغربية. وقد اعتبر القائمون على هذه العملية أنها تمثل خطوة ثورية تُعيد الأمل للنساء اللواتي يخضعن للعلاج الكيميائي، حيث تتيح لهن الحفاظ على خصوبتهن واحتمالية الإنجاب في المستقبل.
تأتي هذه المبادرة بعد أن قام فريق طبي متخصص بمصحة في الدار البيضاء باستئصال مبيض لفتاة تبلغ من العمر 18 عامًا، تعاني من سرطان الدماغ، وهي تستعد لخوض جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي.
تُعتبر هذه التقنية حلاً مبتكرًا لمشكلة التأثيرات السلبية للعلاج الكيميائي على الخصوبة، حيث تسهم في الحفاظ على الأنسجة المبيضية عبر تجميدها. يتضمن هذا الإجراء استخراج أنسجة المبيض وتقسيمها إلى أجزاء صغيرة، يتم تجميدها بعد التأكد من وجود بويضات قابلة للاستخدام. الدكتورة بهاء بنعمر، المشرفة على العملية، أكدت أن هذه التقنية لا تزال حديثة في المغرب، مشيرة إلى أن الآفاق المستقبلية لتعريف المجتمع بها تبدو واعدة، مع إمكانية أن تصل نسبة نجاح الحمل الطبيعي بعد زراعة الأنسجة إلى 30%.
وأوضحت بنعمر أن هذه التقنية تُعدّ الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الخصوبة للفتيات غير البالغات، بينما يمكن للفتيات البالغات أيضًا تجميد البويضات. كما ذكرت حالة أصغر طفلة في العالم خضعت لعملية تجميد المبيض وهي في عمر الثلاثة أشهر فقط. ويُعد نجاح هذه العملية علامة فارقة في تطوير الخيارات الطبية المتاحة للسيدات اللواتي يواجهن تحديات تتعلق بالخصوبة بسبب العلاجات الطبية، مما يُعزز من قدرة المغرب على توفير حلول متقدمة لمشاكل الصحة الإنجابية.
10/10/2024