تشهد مدينة جرادة حالة من الاستياء والقلق البالغين في صفوف الساكنة وعدد من فعاليات المجتمع المدني، خصوصا بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الجماعة، والتي دعا فيها المواطنين إلى الامتناع عن أداء فواتير الماء والكهرباء.
وقد اعتبر الكثيرون من متتبعي الشأن المحلي، ان هذه التصريحات بمثابة تهرب واضح من المسؤولية، بل وتحريض مباشر على الدخول في احتجاجات، مما يهدد بتفاقم الأزمة التي تعاني منها المدينة منذ فترة.
وتواجه مدينة جرادة في الآونة الأخيرة عدة تحديات اقتصادية واجتماعية كبرى بسبب اعتمادها على نشاطات استخراج الفحم من أبيار غير قانونية ، حيث تجد نفسها اليوم في قلب أزمة متجددة تتعلق بتدبير موارد الماء والكهرباء، هذه الموارد الحيوية التي تشكل جزءا أساسيا من حياة السكان باتت مصدر قلق حقيقي، خاصة بعد التصريحات التي وصفتها فعاليات المجتمع المدني بالـ”غير مسؤولة”، والتي من شأنها تأجيج الوضع المتوتر في المنطقة أصلا .
تصريحات رئيس الجماعة أثارت مخاوف من تصاعد الاحتجاجات، خاصة أن المنطقة لها تاريخ طويل من الاحتجاجات الشعبية نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة. ويرى العديد من المتتبعين أن هذا النوع من التصريحات يعقد الأمور أكثر، ويحول دون إيجاد حلول جذرية ومستدامة للأزمة.
في المقابل، يتساءل مراقبون عن دور عامل إقليم جرادة في هذا الملف ، ولماذا لا يعمل على إيجاد حلول ملموسة فيما يتعلق بتدبير الماء والكهرباء، وهو ما قد يعزز الأمل في التوصل إلى مخرج يرضي جميع الأطراف، إلا أن تصريحات رئيس الجماعة الأخيرة قد تجعل هذه المهمة أكثر تعقيدا، في ظل تفاقم التوتر الشعبي.
12/10/2024