حذر أكاديميون من دول إفريقية وعربية خلال ندوة بعنوان “أزمة الحدود في إفريقيا؛ المسارات الشائكة” من مخاطر استعمار جديد قد يهدد استقلال القارة. وأكدوا أن الأزمات الراهنة، لاسيما قضية الحدود، هي نتيجة مستمرة للإرث الاستعماري الذي يعوق تطور إفريقيا وتكاملها. وقد أقيمت هذه الندوة كجزء من موسم أصيلة الثقافي الدولي، حيث تطرق المشاركون إلى الجغرافيا السياسية الاستعمارية والتحديات الاستراتيجية المعاصرة.
اتفق المتحدثون على أن التكامل الاقتصادي والسياسي يمثل الحل الأمثل لمواجهة إرث الاستعمار. وأكدوا ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية لتشكيل تكتلات اقتصادية قوية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة. ومن جهته، أشار زكرياء أبو الذهب، أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن آثار الاستعمار ما زالت حاضرة في إفريقيا، معربًا عن قلقه من استمرار تشرذم الدول الإفريقية نتيجة للحدود التي فرضتها القوى الاستعمارية.
من جانبه، دعا مصطفى حجازي، الخبير الاستراتيجي، إلى ضرورة إعادة التفكير في الهوية الإفريقية وشخصيتها، محذرًا من غياب “قوة الفكرة” التي قد تؤدي إلى صراعات جديدة حول الموارد. وأكد أن الاستعمار لم يكن مجرد نهب، بل كان مصحوبًا بفلسفة تسعى لفرض الهيمنة. وشدد الحضور على أهمية تجاوز النفوذ الاستعماري لتحقيق استقلال حقيقي، مبرزين الحاجة إلى انتفاضة فكرية للتصدي للتحديات المعاصرة وإعادة بناء المفاهيم لمواجهة الاستعمار الجديد.
15/10/2024