عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء الوضع في الصحراء المغربية، مشيراً إلى أن استمرار حالة التدهور وما يرافقها من حوادث غير مسبوقة ينذر بالخطر. في تقريره الأخير، أشار غوتيريش إلى أن عدم وجود وقف فعال لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية يشكل انتكاسة كبيرة في جهود البحث عن حل سياسي للنزاع المستمر، مما يزيد من تهديد استقرار المنطقة. ومع تزايد خطر التصعيد، أكد غوتيريش على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب المزيد من التوترات.
في تعليق على التقرير، اعتبر خبير متخصص في ملف الصحراء المغربية أن غوتيريش قدم تقريراً يتسم بالتراخي مقارنة بالتقارير السابقة، حيث لم يكن واضحًا في تحديد المسؤوليات على الجبهة الانفصالية. ورغم التفاصيل المقدمة حول تصاعد التوترات والهجمات التي نفذتها جبهة البوليساريو، إلا أن التقرير لم يتضمن توصيات واضحة للتعامل مع هذه التجاوزات. وأشار الخبير إلى أن القلق الذي أبداه غوتيريش بشأن الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين كان مفهوماً، لكنه استغرب عدم تضمين توصية تتعلق بإجراء إحصاء للسكان في المخيمات، وهو أمر أساسي لضمان حقوقهم.
كما دعا غوتيريش في تقريره إلى ضرورة استئناف الحوار بين المغرب والجزائر، معبراً عن أسفه لعدم وجود تحسن في العلاقات بين البلدين. وقد أشار إلى أهمية المشاورات الثنائية غير الرسمية التي عُقدت في مارس 2023، التي تساهم في خلق بيئة مواتية للسلام. وفي إطار الشأن الإنساني، استنكر غوتيريش الأوضاع القاسية التي يعيشها الصحراويون في مخيمات تندوف، حيث يعانون من سوء التغذية والضعف الشديد. واختتم بدعوة جميع الأطراف المعنية للانخراط في عملية تفاوض جادة دون شروط مسبقة، لضمان التوصل إلى حل سياسي دائم.
19/10/2024